بدءا أود أن أؤكد للقراء أن العنوان لاعلاقة له بمسلسل الأطفال الكارتوني “عدنان ولينا ” للمخرج ميازاكي الذي يعد أحد أعظم مخرجي ورسامي الرسوم المتحركة اليابانية وعرض على الشاشات العربية خلال فترة الثمانينيات، لا من بعيد ولا من قريب, فلاتوجد صلة لأوتو “ولينا ” هذه بما بعد نهاية العالم التي يتحدث عنها المسلسل المذكور , فأنا أتحدث هنا عن قصة حب مجهولة بين فتاة تدعى “لينا ” وفتى يحمل اسم”أوتو” عاشا بالسويد في القرن التاسع عشر , والمحرج بالموضوع أن تفاصيل علاقتهما لا أعرفها , لا لجهل مني بقصص العشاق بل لأن ببساطة لا أحد يعرفها سواهما !!وربما عدد من أصدقائهما المقربين الذين يقيمون حاليا تحت جليد السويد !!
ولكن ماالذي جعلني أتذكرهما وأجعل عنوان المقال يحمل اسميهما ؟
سؤال يتبادر الى ذهن القاريء وأجيبه بالقول :الذي دعاني الى ذلك خبر نشرته صحيفة “ذي لوكال” السويدية مفاده أن فتاة كانت تتنزه مع حبيبها فعثرت على أوراق مطوية عليها كتابات بخط اليد , فدعاها الفضول الى فتح تلك الأوراق وإذا بها رسالة حب بعثتها عاشقة تدعى “لينا” الى معشوق يدعى “أوتو “, وهذا أمر عادي جدا ومألوف ولا يصلح أن يكون خبرا , ولكن الدهشة التي تملكت تلك الفتاة أنها حين دققت في الأوراق جيداً اكتشفت أن الرسالة، تحمل تاريخ 24 يوليو 1862!!
أي أن وصول الرسالة تأخر لمدة قرن ونصف كما نقلت وكالة اليو بي آي !!
وهنا مربط الفرس
هذا الخبر جعلنا نحمد الله باعتبار أن تأخر وصول الرسائل ليس داء ً يعاني منه البريد العربي فقط , فدول العالم المتقدم تشاركنا هذا الداء , ولكن المحزن بالموضوع هو أن هذا التأخر , ربما , أصاب قلب علاقة الحب المتبادلة بين “أوتو” و”لينا” بمقتل !
وكم من فتاة رددت كلمات الأخوين رحباني التي غنتها “فيروز” :
كتبنا و ما كتبنا و يا خسارة ما كتبنا
كتبنا ميت مكتوب و لهلق ما جاوبنا
كنا نبعتلو مكتوب يبعت مكتوبين
شو قالولك يا محبوب مغير من شهرين
اخر مرة تلاقينا اتصافينا و اتراضينا
ان كنك زعلان علينا عالقليلي عاتبنا “
وقد يكون ذلك بسبب خلل في العنوان كما يرى الصديق الشاعر عدنان الصائغ بنص قصير له”
كلما بعثت رسالة
أعادها البريد
لخطأ في العنوان”
وهذا أرحم من أن يتأخر وصولها أو لا تصل تماما كما يحصل معي أحيانا فأجد من يعاتبني من الأصدقاء لعدم الرد , ويحصل هذا دائما مع البريد الألكتروني الذي له مشاكله العويصة أيضا, والمشكلة أن بعض الأصدقاء يصدق الإشعار الذي يصله الكترونيا بوصول الرسالة ولا يريد أن يقتنع أن الرسالة ربما ذهبت الى بريد آخر بسبب حرف وضع ليس بمكانه أو اشارة صغيرة أو خط صغير وضع في الوسط بدلا من الأسفل ومن شأن ذلك أن يتغير اتجاه سير الرسالة 180 درجة ! فتقع بصندوق ما في مكان ما مثلما حدث مع رسالة “لينا ” ل”أوتو” مع الفارق أنها كانت رسالة حب , وأزمنة الحب تعد بالثواني , واللحظات , خلافا للأزمنة الأخرى , فضلت رسالتها الطريق حتى وجدت نفسها على ضفة زمن آخر فاستحقت رسالتها أن تكون خبرا تتناقله وكالات الأنباء ونال اسمها شرف أن يكون عنوانا لمقال و”رب ضارة نافعة” كما يقول المثل العربي الشائع , ولو بعد قرن ونصف !!
[email protected]