يبدوا أن عقول البعض قد تكلست … ولم يعد المتابعون لما يجري على الساحة منذ سبعة عقود أن يفرقوا بين الابيض والاسود او بين الغث والسمين … فقد اعتقدوا ان الشعب العربي الفلسطيني قد تجاهله زمانه ونسي تاريخه …وهو يعيش حالات من التشرذم والانحطاط والضياع منذ ان بدأوا ربيعهم الذي اسموه ( عربياً) معتقدين ان الفرصة الذهبية قد سنحت لهم . حيث كانوا يستهدفون تحقيق تصفيه نهائيه تتجاهل ارادة الشعب العربي الفلسطيني … مستغلين حالة الخلل في التوازنات الدوليه لصاح الولايات المتحده وحلفاؤها … بعد ان فشلوا في الايغال بتجويع وتشريد واذلال الشعب العربي في فلسطين …وما عادة تجربة مؤتمري مدريد وأُسلو وقضم الاراضي وزرع المستوطنات تحقق ما كانوا يطمحون اليه … من هنا جاء قرار من لا يملك الحق بسلخ مدينة القدس من الجسد الفلسطيني وكأنها جزء من الولايات المتحده الامريكيه وفق مشروع وضعه حكام تل ابيب لتنفذه حكومة واشنطن … ترى ما هو جوهر مشروعهم ؟؟
المشروع يجعل من مدينة القدس عاصمة لاسرائيل …وانهاء فكرة عودة الاجئين والى الابد … وضم جميع مناطق الاستيطان لدولة اسرائيل …مقابل منح ( 2000) كم من شمال سيناء المصريه الى غزه وجزء من منطقة النقب … ومنح الفلسطينين( 400) مليار دولار تدفعها السعودية لتطوير منطقة غزه كبديل عن فلسطين التاريخيه … مقابل التنازل وتصفية القضية الفلسطينية …على ان يتم ربط غزه بمصر وبقايا الضفة الغربيه بالاردن …تماماً كما كان الحال بعد نكبة عام ١٩٤٨ مع فارق ضياع القدس واجزاء كبيره من الضفة الغربية .
وبعد الهبة الكبيره للشعب الفلسطين وتظامن الشعوب العربيه … فقد ايقن المشرفون على تنفيذ المشروع ان مخططهم لا يمكن ان يقبل به أحد …و قد اشرف على الفشل وقد يطوى ملفه ويذهب مع ترامب الى مزابل التاريخ … فبدلاً من فرض الامر الواقع … ظهر ما لم يكن بالحسبان بعد ان صمدت سورية وظهر التحالف في مواجهة مخططات المشروع الصهيوني وتوحدت فصائل المقاومة الفلسطينيه جميعها … ترى ماذا سيفعلون ؟؟ هل سيتراجعون عن تنفيذ المخطط ام انهم سيستغلون كل الفرص الممكنه مازال الارعن ترامب رئيساً للولايات المتحده الامريكيه حتى لو ادى ذلك الى اشعال حرب تقودها امريكا مباشرةً …وهذا ما يتوقعه الكثير من المتابعين للاحداث … فهل يستطيع حكام عرب مرتزقه اجراء اغراهم البقاء على كراسي حكمهم ان يحققوا بالرشى شيئاً … وما هو دور الشعوب العربية والاسلاميه وقد تعلمت الدرس .
صحيح ان الصراع سيكون قاسي جداً ومكلفاً .. . والتضحيات ستكون كبيره … فمنذ سبعة عقود والدماء تنزف واستمرار عمليات التجويع لاجبار الشعب الفلسطيني المجاهد على الركوع ومحاولات الازلال بقبول المخطط …فمن سيركع في النهايه ؟؟… أهي الشعوب العربيه والاسلاميه واحرار العالم … أم ترامب ورهطه من صهاينة تل ابيب والبيت الابيض … وهل ستتحقق ( صفقة العصر ) أم ستكون ( صفعة العُهُرْ) … كل شي جائز في هذا الزمان المتقلب … لنرى