تباشير النصر في معركتنا التي تدور رحاها على أرض نينوى الحدباء تلوح في الأفق وستخفق راية العراق عالية على كل شبر فيها بفضل الملاحم الكبيرة التي تسطرها قواتنا المسلحة بكل تشكيلاتها وصنوفها وقوات الحشد الشعبي وقوات البيشمركة وقوات الحشد العشائري وبالمؤازرة التامة من جميع العراقيين, واذا ماأردنا أن نستبق الأحداث ونتكلم عن التحديات المهمة المقبلين عليها بعد مرحلة التحرير سنجدها تتلخص بمايلي:
1. مشكلة النازحين من أبناء نينوى وضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لإعادتهم الى مناطقهم وتوفير مواد الإغاثة الضرورية تجنباً لحدوث كارثة انسانية ويجب وضع خطط محكمة لتحقيق ذلك مع التركيز على ضرورة وضع رقابة صارمة لمنع وقوع حالات فساد في ذلك ويجب التنسيق مع المنظمات الإغاثية الأممية ومنظمات المجتمع المدني.
2. إعادة إعمار المحافظة والبنية التحتية التي أصابها الدمار نتيجة الأعمال التخريبية من قبل عناصر داعش وماسيطالها نتيجة معارك التحرير من تدمير وأضرار.
3. حل الخلافات بين الإقليم والحكومة المركزية وخاصة بما يخص المناطق المختلف عليها.
4. ضرورة اجراء تسوية سياسية ومصالحة حقيقية بين الأطراف المختلفة والتي لها نفوذ في محافظة نينوى وهم العرب والأكراد والتركمان والأقليات التي تقطن المحافظة.
5. الوقوف بحزم أمام كل التأثيرات التي تنادي بطرح حلّ التقسيم كضرورة لتحقيق الاستقرار في البلد.
6. ضبط الحدود الإدارية لمحافظة نينوى وتثبيت السلطات الادارية والسياسية التي تقود المحافظة وتوصلها الى حالة الاستقرار.
7. السيطرة على الحدود المشتركة بين العراق وكل من سورية وتركيا لمنع تدفق الإرهابيين مرة أخرى الى البلد.
ان هذه التحديات الكبيرة التي تنتظر الحكومة بعد معركة التحرير لاتقل صعوبة عن عن المعركة ذاتها بسبب وجود تراكمات كثيرة وخلافات مستعصية وتدخلات إقليمية وخارجية كثيرة وأطماع من هذا الطرف أو ذاك, وأنا في اعتقادي بأن المهمة ستكون صعبة على السيد العبادي رئيس الوزراء ولكنها ليست بمستحيلة خاصة وأنه قطع شوطاً كبيراً في المشوار عندما نجح في جمع الأطراف المتخاصمة تحت مظلة الوطن والجيش وأقنعهم بالعمل سوية وتأجيل الخلافات من أجل حسم المعركة والقضاء على داعش, فيمكنه الاستفادة من استغلال نشوة الانتصار الذي سيتحقق عند حسم المعركة في تنقية الأجواء وحلّ الخلافات وهذا لن يتحقق مالم تتعاون جميع الأطراف السياسية مع السيد العبادي في إبداء النيّات الصادقة وتقديم التنازلات عن المطالب من أجل استقرار البلد وتجنيبه منزلقاً
خطيراً قد يكون أخطر من تحدي داعش , وفي اعتقادي ان هذه المرحلة ستكون اختباراً حقيقياً للنوايا ستكشف فيه جميع الأوراق المخفية وراء الكلام المعسول وسيتم فرز الوطني من الخائن, واذا مافشلت كل المساعي الخيرة بتحقيق الاستقرار في نينوى فهنا يأتي دور أهل نينوى الذين يُعدّون هم الخاسر الأكبر في كل ماجرى ويجري ويجب عليهم أن يقولوا كلمتهم الحق في الانتخابات القادمة ويقومون بتغيير الخارطة السياسية لمحافظتهم وذلك بفرز وتهميش كل الذين تورطوا مع داعش وكل الذين يحملون الأطماع الشخصية والإقليمية ويختارون الأصلح من الناس الأصلاء الذين أثبتوا وطنيتهم وولائهم لأهل نينوى ويوصلوهم لسدة الحكم في المحافظة لينعموا بالأمن والاستقرار الذي فقدوه.