23 ديسمبر، 2024 5:12 ص

أهمیة تعاليم الرئيس مسعود بارزاني في مكافحة فكر التطرف والإرهاب

أهمیة تعاليم الرئيس مسعود بارزاني في مكافحة فكر التطرف والإرهاب

في کتابه المنشور عام ١٩٤٥ تحت عنوان “المجتمع المفتوح وأعداؤه” یشیر الفیلسوف الأبرز في فلسفة العلم، النمساوي المولد، البریطاني الجنسیة، کارل رایموند بوبر (١٩٠٢-١٩٩٤)، الی نبذ العنف و الاستبداد وضرورة سيادة الحوار العقلاني عبر ما أسماه بـ”المجتمع المفتوح”، ذلك المجتمع الذي يفسح المجال لحرية التعبير والنشوء والتغيير الديمقراطي السلمي لغرض النزوع إلى تحقيق ما هو إنساني ومعقول، وتحقيق المساواة والحرية.
لقد لعب الرئیس مسعود بارزاني کرجل دولة و قائد لقوات البیشمرگة البطلة دوراً رئیساً و محوریاً في مکافحة فکر التطرف و قتال المتطرفين الإرهابیین و إیقاف المدّ الداعشي في المناطق الكوردستانیة و من ثم دحره و الإنتصار علیه.
إن جهوده المستمرة في نسج العلاقات في المنطقة بعقلية السلم والشراكة ولغة التسوية و ثقافة التعدد والتنوع، علی نحو فتح آفاق الحوار والتعاون والتضامن علی سبيل النفع المتبادل و الإثراء المتبادل، جعل منه مرجعاً لاغنی عنه في قیادة إقلیم کوردستان و تَثْبيت الأمن و الحکم الرشید.
لقد حاول تنظیم داعش مرات عدیدة اغتیال هذا القائد الشهم عن طریق القصف والمفخخات خلال إشرافه على الهجوم لتحریر مدینة سنجار الجریحة أو خلال تواجده شبه المستمر في جبهات القتال مع قوات البیشمرگة في معاركها ضد التنظیم الإرهابي، جمیع تلك المحاولات الجبانة من قبل أعداء البشریة للوصول الی النسر، أبن الجبل، باءت بالفشل.
لقد تمکنت قوات البیشمرگة الباسلة بقیادة الرئیس مسعود بارزاني أن تثبت للعالم بأن الكورد هم الجبهة الصلبة و الحصن المنيع في مواجهة الارهاب و التنظيمات الوحشية و قوى الظلام. هكذا حصل اقلیم كوردستان علی مکانة متمیزة في الشرق الأوسط وصار له ثقل كبير في المعادلات السياسية .
مع هذا یؤمن الرئیس بارزاني بأن دحر هؤلاء الإرهابیین والإنتصار علیهم عسکریاً فقط لا یكفي ، لذا نراه یدعوا في أكثر من مناسبة الی تعبئة كافة القوى الحية في البلاد من أجل محاربة الأفکار المتطرفة ونقصد بالقوة الحية العلماء والكتاب والصحافة ووسائل الاعلام وقادة الراي. فبتضافر جهود الجميع یمکن إرجاع الفكر الإرهابي الى الوراء ليحل محله الفكر الواعي المتزن. فالسلم في نظره مرتبط بسعادة الجماعة الراهنة التي تبحث عن العيش في سلام، أما الحرب والعنف والتطرف فهي سلوك يعكس ضعف الإنسان في ضبط تعامله وانفعالاته و من الممكن أن تكون الحرب ضرورة حتمية لكنها تبقی حتمية محزنة تبرز ضعف ديناميكية الفكر الإنساني و قصور عقله.
إن مكافحة الإرهاب لا تجدي بأن نردد أقوالاً حول العقول المغلقة، أو تقديس التراث، فيما نحن نتمسك بجذر المشكلة و نمانع من كشف الغطاء عن الداء، كما يتجسم في النصوص والأوامر والأحكام والفرائض التي نعتبرها منزّلة أو مقدّسة أو نهائية.
إن التمسك بنصوص و أحكام من غير معرفة مدی تداعياتها و مفاعيلها السلبية أو المدمرة هو أساس المشكلة ولايمكن وصفها بالحل. فالأصوليات الدينية هدفها التقويض أو تخريب العمران، لأنها لا تقدر على إصلاح أو تحسين بناء.
أما الإرهاب فأنه يبدأ من الفكر، وعندما يغيب العقل ينمو الإرهاب ويتكاثر، لکن عن طریق إشاعة الديمقراطية الحقيقية وصيانة الحقوق والحريات العامة واحترام الرأي الآخر والعمل علی محو مفاهيم الاستبداد في المجتمع یمکن للمجتمع الخلّاق أزالة الآثار النفسیة للإرهاب.
الرئیس مسعود بارزاني عمل دوماً علی ترسیخ فلسفة التعایش السلمي بین القومیات والطوائف و تثبیت مفهوم الوسطية واشاعة ثقافة الاختلاف و الحوار، إنه سلوك حضاري.
القيم المشتركة هي نقطة محورية لبناء التعايش و مآل كلّ حدٍّ أقصى: أن ينتج ضدّه.