18 ديسمبر، 2024 8:59 م

( الحي حي وأهل الكوت أموات ) هذا القول  كان يتندر به قبل اكثر من نصف قرن من الزمن أهالي قضاء الحي  على أهالي الكوت ، مركز محافظة واسط ، وسبب ذلك هو سعة النشاطات السياسية والثقافية في قضاء الحي بعكس ما كانت علية مدينة الكوت التي كانت تفتقر لهذه النشاطات . لكن واقع الحال اليوم مختلف تماما ، فأبناء الكوت اليوم طلائع في الحراك الشعبي الوطني ، ونشاطاتهم السياسية متميزة عن باقي محافظات جنوب العراق ، حيث كانوا سباقين في التظاهرات العارمة التي خرجت بعفوية مطالبة بتقديم الخدمات  وضد الفساد والفاسدين نهاية العام 2011 وأعادوها في هذه الايام ، مناصرة ودعما لاشقائهم ابناء المحافظات الغربية  الثائرة ، بتظاهرات كبيرة  ضد سياسات الحكومة الفاسدة واجنداتها الخبيثة وأزماتها المتعددة ، فلم تعد الكوت تلك المدينة الصغيرة الفقيرة البائسة التي يحتضنها دجلة الخير من جهات ثلاث ، بل هي حاضرة واسعه مترامية الاطراف على ضفتي النهر ، ولم يعد سكان الكوت من المزارعين الفقراء ، بل هم اليوم مجتمع مدني متطور محافظ على القيم والتقاليد العربية الاصلية  فيه من الاعلام الكثير في مجالات السياسة والثقافة والفن والرياضة .
     أن أبناء الكوت من عشائر ربيعة والسادة المكاصيص والسادة الياسريين وشمر والدليم وقريش والزركان والشحمان والمياح والسراي والدلفية وعتبة وال غريب والعابد والعزة وبني لام والسعدون  ، أثبتوا أن الشعب العراقي واحدا موحد وان العراق العربي لكل العراقيين بكافة انتماءاتهم الاصيلة ، وأذا ما انتخى أبناء الانبار ونينوى وصلاح الدين ، فأن أبناء الكوت سيستصرخون لنخوة أشقائهم ، متجاوزين كل العناوين الصغيرة التافهه ، متجاهلين اباطيل  الطائفية المقيته ودعاتها الفاسدين سراق قوت الشعب ، وأنهم يشعرون بما يعاني منه أشقائهم من ظلم وحيف وجور ويتألمون لما يتعرضون اليه ، ويتضامنون معهم في مطالب الحق ، ورافضين سياسات الأقصاء والتهميش والاعتقال والتغييب بحق الابرياء التي تمارسها حكومة الاحتلال منددين ومستنكرين قوانين بريمر التعسفية الجائرة . وأن أبناء الكوت أسمى من أن يصطفوا خلف أدعاءات وأكاذيب  الحكومة وأحزابها الطائفية العملية ، وأرفع من أن يسيروا خلف من جاء بحماية  دبابة المحتل .
     أن الحراك الشعبي الوطني في الكوت ، اسقط رهان السياسيين العملاء الفاسدين الذين تستروا بالطائفية طيلة السنوات الماضية لتمزيق وحدة النسيج الاجتماعي ، الذين أرادوا من خلالها رهن العراق ومستقبل أجياله لدولة الولي الفقية . وكذلك كشف زيف الحكومة التي أرادت أسباغ الحراك الشعبي في المحافظات الغربية بالطائفي وأدعاءاتها بأن من تقف خلفه أجندات خارجية وأنه حراك وطني سلمي لابناء العراق وليس كما يصوره المالكي بالفقاعه. وأكد أبناء الكوت بوقفتهم الجريئة أنهم وطنيون يتطلعون للحرية والكرامة والعدالة في عراق  مستقل حر موحد ، ويرفضون سياسات التقسيم والتجزئة والفساد والمفسدين  . وهم شعب حي أصيل الانتماء للعراق  .