تتألف طبخة البرياني من تمن ( رز ) مستورد وبهارات مستوردة مخصصة للبرياني وطماطة محلية ودجاج ولحم محلي ..وبعض الملحقات والنكهات الأخرى ! وهذه الأكلة تُضاف إلى سلسلة أكلات الدولمة والكبّة والشوربة بالماش وبالعدس والمحلبي وخبز العروك والداطلي وهذه الأكلات عراقية بإمتياز باستثناء اضافة بعض المكونات المستوردة لها !! هذا بعض ماتتحفنا به القنوات الفضائية العراقية في كل يوم .. من السحور وحتى الفطور .. لكن لابأس بذلك فهو طعام حلال .. أما نوادر تلك الفضائيات العملاقة الشريفة فهو اللقاءات المستمرة مع من يسمون أنفسهم قادة وسياسيين .. لقاءات ذكرتني بدرس جميل ومفيد كما أعتقد هذه الفضائيات طوقت العراقيين منذ الأيام الأولى لرمضان بِسِيَر نضال هؤلاء فتُظهر بلاخجل تواضعهم وأدبهم ورقتهم وشفافيتهم وعدم تملكهم إلا لعقار بسيط واحد وثقافتهم الكبيرة التي كان الغرب يستفاد منها سابقاً ! وطيبتهم وكرمهم وهواياتهم .. هكذا بلا أدنى شعور بالخجل من الطرفين ، فبينما يتبادل العراقيون التهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك في الأيام الأولى ، تحولت أيام هذا الشهر إلى مجالس للعزاء والدم والتهجير والإعتقالات والغلاء والضيم والحزن والحر .. يتسابق قادة الخراب في نفس الوقت إلى تبادل الزيارات وولائم الإفطار والحوارات والإبتسامات الكاذبة بينهم في كل ليلة على شاشات القنوات الفضائية .. منهم من يصدر أكذوبة أنَّ أجداده هم من حرر العراق من الإحتلال البريطاني وآخرون كان لهم الدور الأساس في إخراج العدو الأمريكي المحتل من العراق .. والبقية توزعوا بين مغيثٍ للفقراء واليتامى والأرامل .. لكنَّ لاأحد من هؤلاء إعترف ولو من بعيد أو قريب أنه كان أحد أذناب العدو المحتل وآلاته وقواته التي مازالت تعيث في أرض العراق فساداً وتدميراً ..مئات الشهداء سقطوا راكعين ساجدين صائمين حائرين عمن يُجيبهم عن سبب هذا الخراب .. عن السبب الذي حولنا إلى متهافتين عن سؤال عقيم .. من أي مذهبٍ أنت ؟ من أي محافظة جئت ؟ ماذا تحمل ؟ والجواب كان من المفترض أن يحسم في هذه اللقاءات وينتهي كل لقاء مع أي عضو في مجلس النواب أو وزير ومن شابههم ببضع كلمات يختم بها اللقاء ( نحنُ من سببنا لكم أيها العراقيون هذا الدمار والخراب والموت والقتل ) أما القنوات الفضائية فلالوم عليها لأن من يقودها هم نفس من يتبادل أدوار مايسمى بالعملية السياسية في العراق وهو تعبير ساذج متواضع سيء ! على مايدور في العراق وسيبقى ولن يتوقف أبداً مادام هؤلاء يتسامرون ويبتسمون لقدور الطعام والبرياني والتشريب .. وأهلي في العراق تتحول موائد إفطارهم إلى موائد للدماء والبكاء والدموع