19 ديسمبر، 2024 12:45 ص

أهلنا في الأنبار‎

أهلنا في الأنبار‎

ترسم وسائل الإعلام الصور الذهنية عن الشعوب والأشخاص إلى حدٍ يصعب تغيرها، وطيلة المدة الماضية ضخ الإعلام عبر وسائلة المتعددة والمتنوعة أخبار ومعلومات كانت أرض الأنبار ساحة خصبة لها ومصدراً مهماً لها، فضلاً عن ظهور شخصيات فاعلة في المشهد السياسي العراقي تميزت بالحضور طائفي والإعلامي، ممّا أنعكس هذا على صورة أهل الأنبار لدى سكان الوسط والجنوب ومحافظات كوردستان، بحيث بات الكثير يعتقد أن سكان هذه المناطق أما هم دواعش عن بكرة ابيهم أو أنهم حواضن لها، إلاّ أن المتفحص للأحداث والمتابع لها عن قرب يجد أن الأمور تختلف تماماً، بل أن أكثر االمتضررين من داعش هم أهلنا في الأنبار.   

 فتعالوا معي نتقصى معا بعض الضرر الذي لحق بهم من جّراء وجود التنظيمات الإرهابية في مناطقهم، فقد وصل عدد المهجرين من مدن الأنبار نحو مليون وثلاثمائة الف مواطن، كما أنها تأتي في طليعة المدن التي أعطت شهداء وجرحى، وانها من أكثر المدن التي تعرضت للدمار التام وبحسب تقديرات رسمية فإن اكثر من 70% من احياء مركز مدينة الرمادي لم تعد صالحة للسكن، كما أن آلاف المصالح والأعمال توقفت بسبب نزوح أهلها وعدم إستطاعتهم العودة إلى مدنهم، خوفاً من بطش داعش. 

 فكيف يدعي بعضهم بأن اهلنا في الأنبار هم دواعش وأكثر من 80% من سكان مدنهم تأئهون في مدن العراق، كيف يصفهم البعض بالإرهابيين، ومنهم آلاف المقاتلين اليوم جنباً إلى جنب الجيش العراقي، كيف يجرأ البعض بالمطالبة في الإنتقام من سكان تلك المدن ودمائهم إمتزجت بتراب العراق وجباله وسهوله ووديانه؟أن في الانبار عشائر كريمة وناس طيبون وكرماء، ولكن بلاء قد اصابهم وعلينا أن نتعاون معاً لكي نخلصهم منه، ونعيد تلك الصفات النبيلة لمضايفهم بعد أن نميز بين الخبيث والطيب، فليس من العدل أن نصف مدينة هجرها أهلها بسبب ضيم داعش بأنهم ارهابيون وقتله، بل علينا أن نقول لهم أنتم مضيف كرم العراق في المنطقة الغربية، وانتم عرب اقحاح لا شائبة فيكم ومن ثم ندعوهم لقتال الدواعش ونعدهم بالحياة الكريمة كعراقيين إسوة بأبناء المحافظات الإخرى، لا فرق بينهما فهم جميعا ابناء هذا الوطن، ولهم حقوق وعليهم واجبات.