17 نوفمبر، 2024 7:34 م
Search
Close this search box.

أهلا بغداد عاصمة المفخخات والكواتم والأحزمة الناسفة

أهلا بغداد عاصمة المفخخات والكواتم والأحزمة الناسفة

لا يكاد يمر يوم في العاصمة بغداد لا يسمع فيه البغداديون دوي الانفجارات التي تهز عاصمتهم لتزرع الموت والدمار في كل مكان , فمنذ سنوات لم يشهد الوضع الأمني انهيارا أمنيا كالانهيار الحاصل هذه الأيام , فبغداد اصبحت عاصمة للمفخخات والكواتم والأحزمة الناسفة , ورائحة الدماء والبارود تنتشر في كل مكان , والسلطات الأمنية عاجزة تماما عن إيقاف هذه التفجيرات وهذا النزيف والدمار الهائل .

ففي الوقت الذي تستباح فيه دماء العراقيين وينعدم الأمن , لا زال قادة البلد السياسيون غارقون في صراعاتهم السياسية ويلهثون وراء مكاسبهم الشخصية ومكاسب احزابهم الطائفية , فأرواح الناس وممتلاكاتهم ليست من أولوياتهم , ولو كانت كذلك لتظافرت جهودهم لإيقاف هذا النزيف وهذا الدمار , فلم يشهد البلد في تأريخه الحديث قيادة أمنية فاشلة وفاسدة أكثر من هذه القيادة الأمنية الحالية , فالفساد وضعف المؤهلات هي من أهم صفات هذه القيادة , والأكثر إيلاما في هذا المشهد الماساوي هو تمسك رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة بهذه الشلّة من الفاسدين , وكأنّ الإبقاء على هذه الشلّة الفاسدة أهم من حياة الناس التي أوصلت القائد العام وحزبه للسلطة .

إنّ الانهيار الأمني الحاصل في البلد يستوجب من كل القيادات السياسية أن تتناسى خلافاتها وتتصدى بحزم وبروح المسؤولية الملقاة على عاتقها في إنقاذ البلد من هذا المأزق وهذا الانهيار الأمني و وهذا يتطلب وبشكل سريع القيام بما يلي :

أولا / عزل القيادات الأمنية الحالية واستبدالها بقيادات جديدة كفوءة ونزيهة .

ثانيا / تنشيط الجهد الاستخباراتي من خلال استخدام الوسائل العلمية الحديثة والاستعانة بالعناصر المهنية والكفوءة .

ثالثا / إبعاد الأجهزة الأمنية عن المحاصصات الطائفية وإحالة ضباط الدمج إلى التقاعد .

رابعا / العمل بقانون مكافحة الإرهاب بعيدا عن الاستهدافات الطائفية .

خامسا / إعادة النظر بالخطط الأمنية المتّبعة حاليا وتطبيق سياسة أمنية جديدة تعتمد على عنصر المباغتة والجهد الاستخباراتي .

سادسا / تجفيف بؤر الفساد في وزارتي الدفاع والداخلية والإسراع في تسمية الوزراء الأمنيين .

سابعا / اعتماد آليات جديدة غير الآليات المتّبعة في الكشف عن المتفجرات والتخلي عن الأجهزة الحالية المزيّفة .

ثامنا / الكشف فورا عن كل ملفات الإرهاب التي أعلن عنها رئيس الوزراء والتي تثبت تورط جهات نافذة في مواقع المسؤولية  .

تاسعا / دعوة مجلس النواب لاستضافة رئيس الوزراء والقادة الأمنيين لمعرفة أسباب هذا الانهيار الأمني .

عاشرا / دعوة القضاء العراقي للبت سريعا في القضايا المرفوعة إليه وإنزال أقصى العقوبات بمستبيحي دماء العراقيين .

إنّ دماء العراقيين أغلى من كل السياسيين وأحزابهم الفاسدة , وأغلى من المال والسلطة , فمن يحفظ هذه الدماء ويصون المال والعرض جدير بالبقاء والاستمرار .

أحدث المقالات