إن صح هذا الخبر وأظن إنني نقلته من ثقة فقد أتى متأخراً، ولكن يأتي متأخراً خير من أن لا يأتي كما يقول المثل “الحكمة”، فما قاله السيد أسامة النجيفي في إجتماع كتلة اتحاد القوى في مسكن السيد سليم الجبوري رئيس البرلمان العراقي هو بمثابة البسمار الأهم في نعش ثقافة الموت اليومية التي صدرها لنا الفكر التكفيري الخليجي، وروجتها مجاميع حثالات البعث التي رفعت شعار (عليه وعلى أعدائي).
وطالما كتبنا ونبهنا إلى أصل المشكلة التي يمر بها الشعب العراقي بعد تغيير النظام السابق في عام 2003 وقد سبقنا وسبق الجميع في ذلك وزير الدفاع السني السابق سعدون الدليمي في عام 2005 حينما قال: “إذا أردنا أن نعيش بأمان وازدهار علينا أولاً أن نعترف أن في بلدنا العراق توجد طائفة هم أغلبية مظلومة ومحرومة من كل حقوقها الإنسانية وعلينا أن نعترف بذلك أولاً ، لكي ننطلق بكل ثقة لبناء البلد”.
واليوم وبعد 12 عام على التغيير وبعد أن قتل وجرح وشرد الملايين من الشعب العراقي يعترف أخيراً السيد نائب رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان السابق أسامة النجيفي بسبب مأساة العراقيين وبالخصوص مأساة أخواننا من المكون السني حيث قال أثناء إجتماع كتلة إتحاد القوى السنية: “ان رفض التعامل مع الوضع السياسي الجديد بعد 2003 , وعدم الاعتراف بحقوق الإخوة الشيعة كواقع حال والاندماج والتعايش معهم كلفنا الكثير ولم نحصد اي فائدة تذكر من هذا العناد . واشار النجيفي ان السنة منذ” 12 “عام خسروا منازلهم واولادهم ومناطقهم واصبحوا مهجريين في بلدهم بعد طردهم من محافظاتهم بسبب تنظيم داعش الارهابي , وسبيت نسائهم وانتهكت اعراضهم ، مؤكدا على ضرورة تعلم الدرس واخذ العبر والرجوع الى احضان الوطن والانصهار في العملية السياسية والابتعاد عن
القطيعة والمعارضة التي لم تجلب للسنة سوى الدمار والهلاك
واوضح ان الدول العربية وامريكا تدفع باهلنا وشبابنا للمحرقة وهم بنفس الوقت يتفاوضون مع ايران وغيرها من الدول ، مشددا” ان الوضع الان مختلف تماما عما يتصوره العرب وبالتالي علينا ان نعمل بجد من اجل انهاء معاناة اهلنا واعادة الهيبة لهم بعد ان فقدوا كل شئ ونحن من يتحمل ذلك في اشاره له ولاعضاء اتحاد القوى العراقية”.
نعم سيدي النجيفي هذا هو السلوك الذي يجمع، ويجعل من السهل على الآخر أن يقدم تنازلات في سبيل أن ينعم الجميع بالأمن والأمان، ويتشارك الجميع في صياغة مشروع سياسي يخدم الجميع من دون تهميش ومن دون استبعاد وتنكيل، وفي أجواء مفعمة بالثقة المتبادلة في أبناء الوطن، وعندها لا يكون أي فرد أو أي حزب وكتلة بحاجة إلى المساعدة الخارجية سواء كانت عربية أو عالمية، فالعراق لا يستحق أن يكون منزوع القرار السيادي فأهلاً بك سيدي النجيفي في بلدك العراق.