18 ديسمبر، 2024 8:14 م

أهالي بغداد يخشون الغرق بمياه الأمطار مجددا

أهالي بغداد يخشون الغرق بمياه الأمطار مجددا

كل شعوب العالم تتمنى هطول نسب كبيرة من الأمطار في بلدانها، وذلك للاستفادة من مياهها في سقي المزروعات، فضلا عن تخزينها لاستخدامها في الفترات التي تكون فيها المياه شحيحة، إلا نحن العراقيين.. فكلما تلبدت السماء بالغيوم بدأت مخاوفنا من هطول الامطار، خشية من احتمال الغرق وتكرار ما حدث في السنوات السابقة، حيث غرقت الشوارع والمنازل في الكثير من الأحياء السكنية، وتضررت ممتلكات المواطنين، وأعيقت حركة السير، وبات التنقل بين منطقة وأخرى أمرا في غاية الصعوبة.
ويأتي قلق المواطنين من الأمطار في الوقت الذي يشاهدون فيه تدهور شبكات الصرف الصحي في الكثير من المناطق السكنية، وعدم قدرتها على تصريف الكميات الكبيرة من المياه، كونها قديمة ومتهالكة ولم تتعرض إلى عمليات صيانة منتظمة، إلى جانب عدم وجود أماكن مخصصة لخزن ماء المطر والاستفادة منه، مثلما هو الحال في بقية بلدان العالم.
بغداديون كثيرون يتساءلون عن استعدادات أمانة العاصمة لاستقبال موسم الأمطار. فهل أجرت عمليات صيانة لشبكات الصرف الصحي؟ وهل أدامت الشوارع والطرق وردمت حفرها وأصلحت تخسفاتها؟ وهل جهزت آليات وفرقا مخصصة لمعالجة المشكلات الطارئة؟
لا إجراءات احترازية
المواطن نهاد أحمد من أهالي المحلة 446 في منطقة الغزالية، يقول ” انهم لم يلاحظوا حتى اليوم أي جهد لأمانة بغداد والدوائر البلدية في منطقتهم استعدادا لاستقبال الأمطار، مشيرا إلى ان شبكات الصرف الصحي وفتحاتها الرئيسة الممتدة على طول الطريق السريع بالقرب من منطقتهم، لا تزال مغلقة بالنفايات والأوساخ والأتربة، كونها بلا أغطية واقية منذ فترة طويلة. ويضيف أحمد قوله ان “أي زخة مطر ستجبرنا على البقاء في منازلنا، كي لا نواجه المياه الآسنة والأوحال التي ستتكدس في الشوارع والأزقة”، مشيرا إلى انه “كان من الضروري أن تجرى عمليات صيانة لشبكات صرف المياه قبل حلول موسم الشتاء، إلا ان هناك تقصيرا واضحا في هذا الأمر من قبل الجهات المسؤولة سواء كانت أمانة بغداد أم مديريات البلديات. إذ لم يجر تقديم أية خدمات بهذا الخصوص، ونحن اليوم قلقون من تبعات هطول الأمطار، والكثيرون منها يتمنون عدم سقوط أمطار كثيرة، على العكس من بقية شعوب العالم التي تفرح لو ان قطرة مطر واحدة سقطت على تربتها.
فيما تؤكد المواطنة جنان الخفاجي، وهي من سكان “عمارات الصحة” في منطقة الدورة انه “منذ فترة طويلة لم نر اي عملية صيانة أجريت على المجاري وفتحاتها المشرعة في الشوارع والأزقة، والتي لا يمكنها تصريف المياه، كونها مملوءة بالأتربة والنفايات”، مضيفة قولها ان الأمطار الخفيفة التي هطلت في بداية موسم الشتاء الحالي، تجمعت مياهها بالقرب من فتحات المجاري، ولم تنسب إليها نتيجة انسدادها، وعدم إجراء صيانة منتظمة لها من قبل أمانة بغداد والدوائر البلدية”. وتشير المواطنة جنان إلى ان فيضان الشوارع بمياه الأمطار، يمنعهم من الخروج من منازلهم، ويعيق حركتهم وتأدية واجباتهم الحياتية.
أمنيات
تتحدث الموظفة زينة علي، عن هموم أهالي منطقتها وتخوفاتهم من هطول الأمطار، مشيرة إلى انهم قلقون من هذا الموسم، لا سيما بعد أن ذكرت الأنواء الجوية ان هناك زيادة في نسبة الأمطار خلال الشتاء الحالي، على ما كانت عليه في المواسم السابقة.
وتتابع زينة قولها “نحن نتمنى أن يكون تصريح الأنواء الجوية خاطئ لأن زيادة نسب الأمطار تعني غرق منطقتنا، وارتفاع المياه إلى مستويات عالية داخل منازلنا”، مضيفة انهم لم يلاحظوا طيلة هذه الفترة أي عمليات صيانة لشبكات الصرف الصحي، من قبل أمانة بغداد وأقسامها، رغم مناشداتهم الكثيرة.
عمال النظافة يعلنون براءتهم
حسن عبد النبي كاظم، وهو عامل نظافة في “قسم الحارثية”، يقول “، ان من واجبهم تنظيف الشوارع والأرصفة من النفايات والأتربة، وفي بعض الأحيان يتم توجيههم بتنظيف فتحات المجاري، كونهم غالبا ما يتهمون بأنهم السبب في انسدادها وإغلاقها بالنفايات التي يرفعونها، مضيفا ان “هذا الاتهام ليس في محله، ولعل البعض من العمال لا يبالون بذلك خلال تنظيفهم الشوارع، لكن ليس جميعهم.
ويشير كاظم إلى ان كل عامل تنظيف مسؤول عن فتحات المجاري الموجودة ضمن نطاق عمله، وفي حال انسدادها يعاقب من قبل إدارة دائرته، موضحا انه في الكثير من الأحيان يتم توجيههم قبل موسم الأمطار من قبل بلدية منطقة الحارثية، لغرض تنظيف فتحات “المنهولات” في الشوارع العامة والأزقة.
خطة متكاملة
وكانت أمانة بغداد قد أعلنت قبل شهور عبر وسائل الإعلام، إعدادها “خطة متكاملة” استعدادا لموسم الأمطار، مشيرة إلى انها اتخذت الإجراءات المطلوبة لتنظيف شبكات الصرف الصحي وتأهيل المحطات. فيما أوضح وقتها رئيس لجنة الإعمار والتطوير في مجلس محافظة بغداد غالب الزاملي، في حديث صحفي، ان الخطة تشمل إصلاح المضخات الرئيسة لتصريف المياه.
البغداديون يطالبون بحل عاجل
ويتضح ان تصريحات أمانة بغداد والدوائر الخدمية الأخرى، حول صيانة شبكات الصرف الصحي استعدادا لاستقبال موسم الأمطار، لم ترض أهالي غالبية مناطق العاصمة. إذ انهم لا يزالون قلقين من الغرق مثلما حدث في الأعوام السابقة، كونهم لم يلمسوا الجدية في عمل تلك الدوائر الخدمية.
ويطالب الأهالي أمانة العاصمة والأقسام المتخصصة التابعة لها، باتخاذ الإجراءات السريعة الكفيلة بالحد من فيضانات مياه الأمطار.