23 ديسمبر، 2024 5:48 ص

أن تكون مريضاً في العراق

أن تكون مريضاً في العراق

في الساعة 12-10 من ظهيرة يوم الإثنين الماضي: 29-6-2015، يدخل مستشفى
الكرخ الجمهوري، وتحديداً شعبة الكسور، رجل ثلاثيني تعرض لحادث أسفر عن تمزق في أربطة ساقه اليمنى، مما أدى لوصوله المستشفى المذكور على كرسي متحرك.
لم يكلف الطبيب المختص نفسه مشقة النزول عن كرسيه لمعاينة المريض، فلقد كان اهتمامه بالمحتوى الظاهر على شاشة جواله أكبر بكثير من هذا الكائن البشري المجاني الذي، زيادةً على كونه لا قيمة له، فإنه مريض، الأمر الذي يجعله بنظر هذا الطبيب أرخص حتى من ورقة أشعة.
نعم أيها السادة، علاوةً على كون طبيبكم كان يتصفح جواله لحظة معاينته الهزلية لحالة ذلك الرجل، فإنه أعطى جواله اهتماماً أكبر من ذاك الذي أعطاه للمريض، فهل أصاب هذا التصرف حظاً من أخلاق المهنة يا ترى؟؟؟!!! ثم هل أصبتم حظاً من الشعور بالمسؤولية الأخلاقية تجاه المواطن العراقي وأنتم لم تضعوا ضوابط لمرؤوسيكم تمنعوهم بها من الاستخفاف بجمهور المراجعين؟؟؟!!!
كلمة أخيرة أوجهها لجناب د. … اسمح لي أن أقول لك أن تشخيصك كان خاطئً 100%، فما شخصته بأصابعك التي تظنها أكثر خبرةً في مجال المفاصل البشرية حتى من جهاز التصوير الشعاعي، على أنه “ضربة بسيطة في الوتر”، كان تمزقاً حاداً في الأربطة، تمزقاً يستوجب التجبير لمدة سبعة أيام، وليس شريط براستول وضمادة كما أوصيت حضرتك. من أجل ذلك أراني أنصحك بتوفير تلكم الأصابع لأغراض التصفح الشبكي وإرسال الأعجابات والتعليقات وطلبات الصداقة على مواقع التواصل الاجتماعي، عوضاً عن تضييع وقتك بالعبث بمقدرات الناس الصحية. والسلام على العراق من البصرة الفيحاء إلى الموصل الحدباء!