لمْ يكُن فيكَ أحراشٌ
ولا جنازاتٌ تمشي في طريقِها إليكْ
ولاعَرفتَ الطَمأنينة في أمنياتٍ دَلقوها عَليك
مِن أمسٍ بعيد ٍ .
خَلف لغةٍ مُرصّعة بالمَواويل
إختَرتَ المَجىء ،
مُرتعَِداً كُنتَ ومازلتْ
أمامَ الوردِ المَسفوحْ .
في خلواتٍ موحِشةٍ
تأخذُكَ لهفةٌ دائمةٌ
الى مَن قطعَ تَذكرةِ الغيابْ قبل أوانه ِ .
تَصطادُكَ أسئلةٌ
وأنتَ تشيحُ بوجهِك َعن قيامةٍ
تمدُّ ظِلَّها إليكْ .
هَل ستَعرفُ الحبيباتُ
أنَّ الضَّائعينَ مِن أحلامِهن
قَد عَبروا لحظةَ الخَطيئَة
دونَ أنْ تخرُجَ من حَناجرِهم صرخةٌ ؟
مَاذا سنُطالعُ في المَرايا
بَعدَ أنْ مرَّغَتنا أوجاعُنا في حرائقَ
لابَردَ مَرَّ مِنْها
ولاسَلامَا .
ليس أوانُك أنْ تكونَ الآن
ولا حتَّى بَعد غَدْ
ليس أوانُك أنْ تكونَ مُضرَّجاً بِطَعمِ السّّماء وهي مُغبرّةٌ
ليس أوانُك وانتَ تُلَملمُ مَاتَنَاثَر مِن بَيارقَ بين شقوقِ يَديك .
ولأنّكَ أدمَنتَ الصّمت
نأتْ عَنكَ البَراءةُ
فَخاصَمتَ الشوارعَ دونما شعورٍ بالفقدانْ
وماعُدتَّ تصلحُ للتطُّهر من الحنينْ
وأنتَ تَمشي مُحمَّلاً بالخطايا
خَلف طقوسٍ تُعاند المَسرّاتْ .
وإنْ فَاتَك الأوان
ضَعْ جَسدَكَ المَغدور
في غيمةٍ تَمتَهِنُ التهريبْ
إشحنهُ خارجَ المُدن المُبتَزَّةِ بالتعاويذْ
عَلقهُ خارجَ الوقتْ
عِند طريق عَارٍ مَامَرَّتْ عَليهِ أصواتٌ
ولاصاحَبتهُ الفَجَائعُ
ولم تَعرِفهُ الجغرافيا
ولاكَُتبُ التّاريخْ.