بعد الخسارة الكبيرة التي منيَ بها مقدم (أستوديو التاسعة ) أنور الحمداني في جولته الأولى من حربه التي أثارها وهول لها ضد شخص المالكي قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة والتي كان قد كشف فيها الحمداني ملفات فساد كبيرة وصفقات سياسية خطيرة جرت خلال الثمان سنوات المنصرمة من تولي المالكي رئاسة الحكومة .
التسقيط السياسي الذي قاده الحمداني خلال الجولة الأولى من الحرب المشتعلة بين البغدادية والمالكي كان له أسبابه الخاصة كما أوضحتها في مقال سابق عنوانه (الحرب بين البغدادية والمالكي ..من أشعلها؟) ومنها: ألإغلاق التام لمكاتب البغدادية الرئيسية في بغداد والفرعية في المحافظات و اعتبار البغدادية والعاملين فيها معادين للعملية السياسية في العراق . فما كان من هذا القناة التي تملك مقرات فاعلة و رئيسية في القاهرة ولندن ذات إمكانيات مادية و فنية و بشرية ضخمة إلا أن تبدأ هجومها الإعلامي ضد الحكومة ورئيسها على مدار الـ24ساعة في برامجٍ مباشرة و مسجلة محاولةً الإطاحة بالمالكي وائتلافه (دولة القانون) في الانتخابات البرلمانية الأخيرة وهي تكشف ملفات سرية وخاصة تخص الفساد والصفقات المشبوهة أمام الرأي العام محذرةً إياه من مخاطر فوز المالكي في الانتخابات وتوليه (الولاية الثالثة) مصورةً للشعب المرحلة المقبلة في حال فوز ائتلاف (دولة القانون) بأنها ستكون كارثيةً للعراق وأهله ..
لكن رغم ما سعت إليه البغدادية خلال أشهر من حرب التسقيط السياسي جاءت الانتخابات لتعلن فوز المالكي بنسبة كبيرة في بغداد عن أقرب منافسيه وحصوله على أكثر من سبعمائة ألف صوت وتقدم ائتلافه في اغلب المحافظات العراقية عن الائتلافات الأخرى المشاركة والفائزة في الانتخابات بحصيلة (92) معقدا برلمانيا وهو فارق كبير عن القوائم الفائزة الأخرى ..
وبعد هذه النتيجة أو الخسارة التي لحقت بالبغدادية خلال جولتها الأولى من الحرب الإعلامية الملتهبة والمشتعلة بينها وبين المالكي . لم تقف عندها أو تستسلم لها بل شككت بتلك النتائج واعتبرتها مزورة بوثائقها التي حصلت عليها من بعض المنظمات المراقبة للانتخابات و سارعت لبدء جولتها الثانية من حربها وهي تسعى جاهدةً لتقريب وجهات النظر والآراء والأفكار والمصالح بين الكتل الفائزة الأخرى وتوحيدها ضد المالكي وائتلافه الفائز بأغلبية ساحقة .
البغدادية وفي جولتها الثانية ومع وجود رغبة من اغلب الكتل الفائزة بعدم تجديد ولاية ثالثة للمالكي تسعى لتشكيل ائتلاف يضم ما يقارب أكثر من (200) نائب بضمنها التحالف الوطني الجديد بقيادة الحكيم للوقوف بوجه ائتلاف دولة القانون ومن يتحالف معه و منعه من تولي رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة المقبلة .
يبقى بعد إعلان النتائج واعتمادها رسميا من قبل المفوضية العليا للانتخابات فهل ستتحقق مساعي البغدادية وتفوز بجولتها الثانية لتعوض خسارتها الأولى و لتعود مؤثرة بعد إن حولتها الانتخابات ونتائجها إلى قناة فضفاضة ولتُفتح مقراتها في بغداد و يحصل أنور الحمداني على جواز سفر جديد بعد ضياع جوازه القديم , أم إنها ستُمنى بخسارة لاحقة تكون مدمرة لها ولمهنيتها واسمها والعاملين فيها بعد تولي المالكي ( الولاية الثالثة )..