22 أكتوبر، 2024 4:26 م
Search
Close this search box.

أنهم أطفالنا وليس كائنات ورقية

أنهم أطفالنا وليس كائنات ورقية

أربعة ملايين طفل يتيم وستة ملايين أرملة في البلاد إحصائية عددية أوردتها لجنة الأسرة والطفولة في محافظة بغداد قبل فترة وجيزة في إشارة بالغة للحقيقة المفزعة والمؤلمة للطفولة العراقية وللواقع الاجتماعي المزري، وما قيل عن أعداد الأيتام حقيقة مأساوية سبق وان أشارت منظمات دولية إليها واكدتهابان “العراق يضم النسبة الأكبر من الأيتام في العالم العربي”، والحقيقة التي وصلت إليها المنظمات هي ان “أعداد الأرامل والأيتام في تصاعد والرعاية الحكومية غائبة، وان منظمة اليونسيف أكدت أن حصيلة العنف في العراق بلغت أكثر من 5 ملايين و700 ألف طفل يتيم، نتيجة اغتيال آبائهم، أو وفاتهم في حوادث التفجيرات والمداهمات المسلحة وسقوط القذائف والقتل الطائفي”.
والأرقام المعلنة عن الطفولة ومستقبلها في ظل أوضاع غير مستقرة، وفقر متزايد وفساد مالي وأداري متصاعد ، يجعلها في مهب الريح ويحولها في الغالب الى” قنابل موقوته” قابلة للانفجار والتشظي في أي وقت ،فأي مستقبل ينتظر أولئك الذين غادروا طوعا او مرغمين تحت طائلة العوز والحاجة مقاعد الدرس واستوطنوا الورش والأسواق والأرصفة والشوارع ،اية لغة سيتعلمون ،وكيف سيتعاملون مع المحيط ،ومن سيحميهم من الانحراف والسقوط في مستنقع الجريمة؟.
الطفل العراقي اليوم لايعرف الطفولة حقا، ولايعيشها بمعنى الكلمة وإنما هو ضحية بامتياز ،اذ ضاعت ملامح البراءة ،وغادرت الفرحة أيامه في ظل قسوة الفقر وبطش الانفجارات والمفخخات ،التي يكون ضحيتها الصغار غالبا،ناهيك عن غياب الدعم والرعاية الواجبة لهؤلاء الضحايا الذين فقدوا عوائلهم ويعانون اشد المعاناة في حقهم بالعيش الكريم وتامين مستلزماته ،أن أطفالنا الأيتام لايحصدون سوى الكلام وهو لايسمن ولايغني ،بل هو نفاق ودعاية رخيصة ليس إلا ،تتغنى بالطفولة ،ولكن في نفس الوقت تمارس ضدها القتل ،بالإهمال والنسيان والمزايدات السياسية بالمناسبات والاحتفالات؟!، فهناك دائما كلام كثير يقابله فعل قليل .وعلى سبيل المثال لا الحصر توجد في البلاد هيئة طويلة عريضة تحمل اسم هيئة رعاية الطفولة ،وهذه الهيئة ياناس تضم 12 وزارة ، نعم اكرر اثنا عشر وزارة ،ويرأسها وزير العمل والشؤون الاجتماعية ، هذه الهيئة تصوروا لازالت بدون ميزانية الأمر الذي يجعل مديات عملها قصيرة وقاصرة وما نورده مجرد مثال عن واقع الحال اما الباقي فلا يحتاج لشهادة شاهد يكفي ان تراقبوا الأطفال وهم يبيعون أكياس النايلون في الأسواق او أولئك الذين أدمنوا جمع القمامة او الذين يتواجدون على مفارق الطرق، والمتسولين ..او ..او.
ترى متى يتم الالتفات بشكل جاد وجدي للأرامل والأطفال للتخفيف عن معاناتهم على الأقل حتى تعود الابتسامة ترتسم على وجوههم وحتى يبقى الأمل قائما بان ثروتنا البشرية لن تتبدد ولن تعصف بها رياح الإهمال والنسيان .
ياناس أنهم أطفالنا ثروتنا وليس كائنات ورقية .

أحدث المقالات