معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي المحترم
الساده المشرفين على طلبة الدراسات العليا في تخصصات الجيلوجيا,البيئه, الزراعه
والقانون الدولي المحترمين
الكل يدرك عمق المأساة الرهيبه التي اصابت الشعبين الجارين السوري والتركي والكل اشاد بالفزعه العراقيه الأصيله لأنقاذ ما يمكن انقاذه بعد حصول الزلزال الكارثي. فقد هب الشعب العراقي من اقصى شماله الى اقصى جنوبه لمساعدة المتضررين وجبرخواطرهم ماديا ومعنويا متجاوزا كل جراحات الماض . وبعد ان خفت عاصفة الزلازل علينا ان نستقرأ المستقبل المنظور ونسأل هل نبقى مكتوفي الأيدي واللسان بأنتظار زلزال اخر يقضي على الجميع؟ والخوف كل الخوف يأتي من ان تتفجر السدود العملاقه بزلزال اهوج لا يبق ولا يذر. والواجب يحتم على الجميع تدارك الخطر المتوقع ومحاولة ايجاد الوسائل العلميه الناجعه لتفادي الكارثه الكبرى. الزلزال ظاهره طبيعيه يصعب على الانسان توقعها او التحكم بها.ولكن التلاعب في تضاريس الطبيعه وقوانينها وتغيير مجاري الأنهار هو من صنع الأنسان. وكما يعرفه الكثيرين هناك ربط جدلي بين شحة المياه والسدود التي اقيمت على نهري دجله والفرات وتغيير مجاري الرواسب والترع التي تغذي نهري دجله و الفرات. وعلى العراقيين حكومة وشعبا وكل من موقعه تدارك الأمر والوصول الى حلول ناجعه تنجي العراق من افة الجفاف المرعبه فلا عراق بدون دجلة والفرات. ولا ادعو هنا الى تصعيد النزاع مع الجارتين تركيا وايران بل الى محاولة الوصول الى تفاهمات لتقاسم المياه دون الأضرار بمصالح اي طرف. والضروره توجب التحرك الدبلوماسي والقانوني وفوق كل شيئ البحث العلمي لأقناع دول المنبع بضرورة انصاف العراق بما يقتضيه القانون الدولي وحسن الجوار. واعتقد جازما بان وزارة التعليم العالي معنيه بالأمر. فالجامعات العراقيه الرصينه تحوي مئات العلماء والمبدعين من المتخصصين في الجيلوجيا والري والبيئه والزراعه والقانون الدولي. والواجب الوطني يحتم على وزارة التعليم العالي حث وتوجيه الباحثين وطلبة الدراسات العليا التركيز على مشكلة حبس المياه في السدود العملاقه في تركيا والأخطار المرعبه المتوقعه في حال تأثر السدود بزلازل او هزات ارضيه ماحقه. على ان تكون تلك الدراسات رصينه ومبنيه على حقائق علميه لا تقبل الشك والتأويل وليس مجرد تكهنات وشعارات لا تسمن ولاتقنع القارئ. وكما هو معروف أن العالم بأجمعه (عدى الدول المتخلفه) يحترم البحث العلمي الموثق ويأخذه بنظر الأعتبار في مخططاته ومشاريعه المستقبليه وتركيا دوله موضوعيه وللبحث العلمي الهادف مكانه كبيره عند المشرع والمخطط. وكما يعرف الجميع انه كلما توثقت البحوث العراقيه الرصينه ودعمت ببيانات معتمده سوف تؤثر ايجابا على المخطط التركي والأيراني واعادة حساباتهم في مشكلة حبس المياه. ومن اجل درء المخاطر ولفت انتباه المعنيين واقناعهم بالأدله العلميه القاطعه للخطر القادم الذي يؤثر على الجميع حال حدوثه نقترح حث وتشجيع الباحثين والعلماء في الجامعات العراقيه للتركيز في ابحاثهم العلميه على المواضيع التاليه (على سبيل المثال لا الحصر):
طبيعة الأرض وكيفية استجابتها لزخم الزلازل الكبيره والعوامل المساعده في تفاقم الكوارث المرافقه
مواقع السدود العملاقه في تركيا ومخاطر الفيضانات المتوقعه في حال تأثر السدود بالزلازل
اثر التجاوزات الحاده على قوانين الطبيعه وتضاريسها والكوارث التي يسببها هكذا تجاوز
الأثار الكارثيه الناتجه عن تغيير مجاري الأنهار على البيئه والنمو الأقتصادي في البلدان
المتشاطئه
موقف القانون الدولي والمنظمات المعنيه من استفراد احد الأطراف بالمنافع على حساب الاخرين
النزاعات والخصومات العالميه التي سببها حبس المياه من قبل دول المنبع والخصومات المتوقعه بين العراق وجيرانه كنتييجه حتميه لحبس مياه الانهار
البحث بشكل علمي دقيق مدعم بالأرقام والوثائق عن أسباب شحة المياه في نهري دجله والفرات وعن كيفية التأقلم والبدائل المتاحه
التشارك – بدل التشابك – بين الأطراف المتشاطئه في مشاريع تنمويه بيئيه او زراعيه لخدمة جميع الأطراف وتقريب وجهات النظر
حث وتشجيع المتخصصين في اقسام اللغه الأنكليزيه والترجمه على ترجمة البحوث والدراسات العالميه التي تناقش المواضيع اعلاه وهي متوفره وفي متناول ايدي الجميع.
واخيرا لا بد من التذكير بأن من مشكلة جفاف نهري دجله والفرات والحزام الزلزالي الذي يحتضن السدود هو خطر وجودي يتهدد حاضر العراق ومستقبله ولابد من العمل بكل ما أوتينا من قوه وحكمه ومعرفه لدرء هذا الخطر فالزلازل الاخيره ليست سوى ناقوس خطر وانذار شبه نهائي لما تحمله قادم الأيام من مخاطر. والله من وراء القصد.
د. عادل جميل