18 ديسمبر، 2024 11:54 م

خاض العراق تجارب انتخابية عديدة منذ عام 2003 والى يومنا هذا وكان ابرزها ثلاث انتخابات برلمانية ومارس قبل ايام انتخابات جديدة لدورة برلمانية رابعة ، وخلال تلك التجارب الانتخابية استشعر المواطن أنماطاً وأيدلوجيات انتخابية اختلفت بحسب الظروف الزمانية والمكانية .

فالأحزاب بمجملها اعتمدت نمطاً معينا مختلفاً في التثقيف على برامجها الانتخابية الا انها اتفقت في معظم الأوقات على مخرجات تتشابه فيما بينها، فاللعب على وتر الطائفية كان ابرز تلك الأنماط إذ حققت بعض الكتل السياسية فيه نتائج كبيرة وحصدت فيه اصوات ومقاعد لا بأس بها وأخذ هذا النمط حيزا واسعا كما اشرنا .

وكان الصراع بين الكتل السياسية هو صراع مذهبي فكتل ذاك المذهب تتصارع مع كتل ذاك المذهب وتعكس صراعاتها على الجمهور وتحفز فيه روح الانتمائية للعقيدة والمذهب وتدفعه نحو التصويت اليها ، الا ان الدورة الحالية والتي تتنافس عليها اغلب الأحزاب والوجوه المعهودة خلال تلك الفترات حولت صراعها من الصراع الخارجي مابين المذاهب كما اشرنا الى صراع داخلي فاليوم نشهد صراعا محتدما ما بين القوائم الشيعية المتنافسة فيما بينها وكذلك احتدام وطيس ما بين تلك القوائم السنية وانتقل التسقيط الى “البيت الواحد” كما كان يطلق عليه البعض اشارة الى الطوائف.

وعلى ما يبدو ان المواطن اعتاد تلك النمطية وبات لا يتكيف مع نمطية اخرى ، حيث لوحظ في هذه الانتخابات هذا الامر فعدم وجود النفس الطائفي في برامج وفعاليات الاحزاب أنعكس على عدم المشاركة الفعلية في الانتخابات فلم يستخدم مصطلح السنة الدواعش ولم يستخدم مصطلح الروافض سينسفونكم ومذهبكم في هذه الحرب الانتخابية مما سبب تراجعا في نسب المشاركة كما اشرنا.

وفي الختام فأن الحال سيبقى على ما هو عليه لان الانماط المتبعة هي ذاتها ولن تتغير مطلقا والسبب ان العقليات التي تحكم البلد لن تستطيع مغادرة تلك السلوكيات ولا تمتلك اي قيمة ابداعية لتغيير من اسلوبها وتعاملاتها فلا جديد ولا تغيير مطلقا في نمطيتها بل حتى لا تحاول ان تغيير من حالتها فالانتقال الى الايجابية أمر يستصعب عليهم ان يدركوه او ان يحاولوا مجاراته بل القضية عكسية فنمطيتهم تزداد سوءً ومعظمهم ينظر الى المواطن نظرة ازدراء واستعلاء وكأن حق المواطنة أمر لا يستحقه المواطنين العراقيين.