23 ديسمبر، 2024 3:52 ص

أنقذوا لغتنا العربية وعقيدتنا الإسلامية من الإهمال

أنقذوا لغتنا العربية وعقيدتنا الإسلامية من الإهمال

(( هناك ثلاث محاور لتكوين شخصية الفرد وبناء عقيدته وأخلاقه في المجتمعات أولها الأسرة حيث تعتبر النواة الأولى في وضع أول حجرة في جدار شخصية الإنسان والبذرة التي تزُرع داخل الطفل أول حياته وهي أول الأبجديات للأخلاق والدين على يد والديه فإذا استقام الوالدين كانت البذرة ناضجة وصحيحة البيئة لزراعتها كبداية للطريق القويم كونها نقية لاستقبال كل شيء وثانيها هي مرحلة التعليم بمراحله الأربعة وفي مؤسساتها التعليمية التي تقودها الدولة الخاضعة إلى مناهج تعليمية تصب في مصلحة الفرد لصقله علميا وثقافيا وأخلاقيا وعقائديا بعيدا عن تأثيرات المجتمع الخارجية التي تؤثر عليه سلبا وبأطر تحصن أفكاره من كل ما هو دخيل على فكره حين يدخل الطفل يافعا نقي العقل والنفس والأخلاق وهي تعد من أخطر المراحل في حياة الإنسان لاعتبارات لا يمكن حصرها الآن فأن هذه المؤسسات التعليمية والتربوية بأنواع مناهجها كفيلة ببناء وصقل شخصية الطالب وإعداده فكريا وعقائديا سلبا وإيجابا فإذا صلحت صلح الطالب وإذا فسدت أنهار المجتمع وتهدم كونه ركن من أركان المجتمع والأسرة التي هي نواة المجتمع برمته . أن احتضان الطالب بعد تخرجه وزجه في معترك الحياة وفي المكان المناسب والبيئة الجيدة المحصنة بواسطة الأفكار العلمية والأخلاقية المثمرة التي تساهم في خلق مجتمع متحضر متمدن يقوده بعقلية علمية تدرب عليها سابقا أن كل هذا بجهود المسئولين والعاملين في المؤسسات العلمية والدينية برعاية حكومية التي تدفع باتجاه مقاومة التيار المادي الذي يعمل بالضد من هذه العملية والذي يقف وراء تشويه التراث الحضاري والعقائدي والعلمي والتدليس عليه وخصوصا الإسلامي والعربي الذي أورثناه من أجدادنا .وتعتبر المرحلة الثالثة التي تعد الطالب لبناء المجتمع
لكن مع الأسف عملت القوى الخبيثة المعادية للإسلام والعرب وتراثهم وعقيدتهم وأخلاقهم على هذه المحاور الثلاث بأجندات وإمكانيات مرسومة بشتى الطرق والوسائل المتاحة وعلى مدى عقود من الزمن السابقة وبخطى حثيثة قد أفلحت بقطف ثمار عملها الآن وبمساعدة بعض النوافذ التي ساهمت في إنجاح مهمتها من خلال الإهمال المتعمد تارة والغير مدروس تارة أخرى للمؤسسات الحكومية فقد باشرت الحكومة في ظل هذه المتغيرات الخطيرة بتغيير بعض المناهج الدراسية إلى مناهج غير مجدية وأبعاد أساسيات التعليم والتربية الرصينة بحجة التقدم ومواكبة العصر والجيل الجديد للعالم بوضع خطط غير متطابقة لواقع العراق بالذات فقد أصبح التعليم عبأ ثقيلا على الطالب والأسرة منها على سبيل المثال إرهاق الطالب في كيفية إيصال مادة اللغة العربية إلى ذهنه وتصعيب تلقيه لها وتنفيره منها علما أنها أساس التعليم والقاعدة المتينة في الانطلاق نحو العلم والمعرفة وأضعافها وإهمالها المتعمد وكذلك شطب الامتحان في مادة التربية الإسلامية في الصفوف المهمة وجعلها مادة غير أساسية والتقليل من شأنها لدى الطالب وتضعيف دورها وأهميتها وإحلال محلها مادة اللغة الفرنسية والكردية والتركيز على مادة الإنكليزي والحاسوب بحجة مواكبة التطور وهذا لا يمنع ترك المواد الأخرى وهذه المحاولة الخطيرة قد تسبب طمس ما هو عربي وإسلامي ونجد الطالب في المستقبل لا يعرف من قوميته ولغته وتراثه وعقيدته شيئا بعد تغيير فكره ولسانه فالحذر من هذا المخطط الخطر في الوقت الحاضر )