23 ديسمبر، 2024 7:15 ص

أنـغـام الـشـيـطـان – 4

أنـغـام الـشـيـطـان – 4

فـي الـحـلـقـات الـثـلاثـة الـسـابـقـة للـدراسـة الإنـطـبـاعـيـة الـتـي قـدمـتـهـا لـروايـة ( أنـغـام الـشـيـطـان ) للـروائـيـة الـعـراقـيـة الــمـبـدعـة والـمتـمـكـنـة إسـراء عـبـد الـعـالـي ، كـانـت استـهـلالا ً للأبـعـاد الـبـنـويـة لـمـقـومـات الـعـمـل الأدبـي ( الـروائـي ) أو مـا يـنـضـوي قـطـعـا ً تـحـت خـانـة الأدب الـرفـيـع ، وأشـرت بـتـدافـع  مـلاحـظـاتـي عـلـى وصـف مـنـطـقـهـا بـالأدب الـسـامـي  ، نـسـبـةً لـمـن سـبـقـنـهـا مـن الـروائـيـات عـلـى مـستـوى الـوطـن الـعـربـي والـعـراق ، واسـتـنــتـجـنـا مـن خـلال الـبـحـث أوجـه الـتـبـايـن ومـكـنـون الإبـداع بـيـن ذرى الـروائـيـة مـوضـع الـدراسـة والإسـتـقـراء  ، وبـيـن مـن أبـدعـن فـي سـيـاق الـقـصـة بـأشـكـلـهـا والـروايـة بـأبـعـادهـا وشـروطـهـا  ، وبـقـيـة ضـروب الآداب الأخـرى وكـان لـزامـا ً عـلـيـنـا كـقـراء ومـتـصـفـحـيـن أن نـشـهـد ونـنـبـري ونـقـول مـشـاهـداتـنـا   ( وللـقـارئ والـبـاحـث والـمـخـتــص ) أن يـقـول خـلاصـة  آرائـه وفـحـوى تـعـايـشـه مـع مـسـار هـذه الـروايـة وأبـعـادهـا الـبـنـويـة ، عـلـى مـجـمـل الـمـسـارات ، ومـنـهـا : الـنـهـج والـمـنـهـج ، والـبـلاغـة والـتـبـلـيـغ ، والـصـحـاح فـي الـتـصـحـيـح ، والـنـصـح والإرشـاد ، مـن خـلال وضـع الإصـبـع الـشـافـي عـلـى مـكـامـن الـجـرح ، والاجتـهـاد فـي شـفـا ئـه ، وهـذا مـا كـانـت تــتـوق إلـيـه الـكـاتـبـة فـي الـولـوج بـيـن ثـنـايـاه وتـتـرنـح بـيـن حـواشـيـه بـمـنتـهـى الـوعـي والـثـبـات ، وقـد نـجـحـت أيـمـا نـجـاح فـي تـحـفـيـز الـعـقـل والـمـنـطـق بـالإسـتـدلال الـواعـي بـمـا يـطـلـق عـلـيـه ( الـنــُحـاة ) مـنـطـق الأشـيـاء .
هـذه الإسـراء عـبـد الـعـالـي ، الـروائـيـة الـهـائـلـة بـمـكـنـونـهـا الـثـر مـن الـكــَـلـم وسـيـل الأدوات وربـوعـهـا وبـزوغـهـا ، وعـمـق مـفـردتـهـا ومـكـنـونـهـا  ، لا أغألـي  أو أبـالـي إن قـلـت إنـهـا واحـدة مـن كـنـوز الـعـراق الأدبـيـة ثـروة ً وثـراءا ً  ، فـلـيـس بـالـنـفـط وحـده يـرتـقـي الـبـنـيـان  ، ولـيـس بـالـخـبـز وحـده يـحـيـى الإنـسـان  .
 وللـحـديـث صـلـة ، وحـلـقـة خـامـسـة وأخـيـرة  ، سـنـتــطـرق لـهـا فـي هـذا الأسـبـوع .