فـي الـحـلـقـات الـثـلاثـة الـسـابـقـة للـدراسـة الإنـطـبـاعـيـة الـتـي قـدمـتـهـا لـروايـة ( أنـغـام الـشـيـطـان ) للـروائـيـة الـعـراقـيـة الــمـبـدعـة والـمتـمـكـنـة إسـراء عـبـد الـعـالـي ، كـانـت استـهـلالا ً للأبـعـاد الـبـنـويـة لـمـقـومـات الـعـمـل الأدبـي ( الـروائـي ) أو مـا يـنـضـوي قـطـعـا ً تـحـت خـانـة الأدب الـرفـيـع ، وأشـرت بـتـدافـع مـلاحـظـاتـي عـلـى وصـف مـنـطـقـهـا بـالأدب الـسـامـي ، نـسـبـةً لـمـن سـبـقـنـهـا مـن الـروائـيـات عـلـى مـستـوى الـوطـن الـعـربـي والـعـراق ، واسـتـنــتـجـنـا مـن خـلال الـبـحـث أوجـه الـتـبـايـن ومـكـنـون الإبـداع بـيـن ذرى الـروائـيـة مـوضـع الـدراسـة والإسـتـقـراء ، وبـيـن مـن أبـدعـن فـي سـيـاق الـقـصـة بـأشـكـلـهـا والـروايـة بـأبـعـادهـا وشـروطـهـا ، وبـقـيـة ضـروب الآداب الأخـرى وكـان لـزامـا ً عـلـيـنـا كـقـراء ومـتـصـفـحـيـن أن نـشـهـد ونـنـبـري ونـقـول مـشـاهـداتـنـا ( وللـقـارئ والـبـاحـث والـمـخـتــص ) أن يـقـول خـلاصـة آرائـه وفـحـوى تـعـايـشـه مـع مـسـار هـذه الـروايـة وأبـعـادهـا الـبـنـويـة ، عـلـى مـجـمـل الـمـسـارات ، ومـنـهـا : الـنـهـج والـمـنـهـج ، والـبـلاغـة والـتـبـلـيـغ ، والـصـحـاح فـي الـتـصـحـيـح ، والـنـصـح والإرشـاد ، مـن خـلال وضـع الإصـبـع الـشـافـي عـلـى مـكـامـن الـجـرح ، والاجتـهـاد فـي شـفـا ئـه ، وهـذا مـا كـانـت تــتـوق إلـيـه الـكـاتـبـة فـي الـولـوج بـيـن ثـنـايـاه وتـتـرنـح بـيـن حـواشـيـه بـمـنتـهـى الـوعـي والـثـبـات ، وقـد نـجـحـت أيـمـا نـجـاح فـي تـحـفـيـز الـعـقـل والـمـنـطـق بـالإسـتـدلال الـواعـي بـمـا يـطـلـق عـلـيـه ( الـنــُحـاة ) مـنـطـق الأشـيـاء .
هـذه الإسـراء عـبـد الـعـالـي ، الـروائـيـة الـهـائـلـة بـمـكـنـونـهـا الـثـر مـن الـكــَـلـم وسـيـل الأدوات وربـوعـهـا وبـزوغـهـا ، وعـمـق مـفـردتـهـا ومـكـنـونـهـا ، لا أغألـي أو أبـالـي إن قـلـت إنـهـا واحـدة مـن كـنـوز الـعـراق الأدبـيـة ثـروة ً وثـراءا ً ، فـلـيـس بـالـنـفـط وحـده يـرتـقـي الـبـنـيـان ، ولـيـس بـالـخـبـز وحـده يـحـيـى الإنـسـان .
وللـحـديـث صـلـة ، وحـلـقـة خـامـسـة وأخـيـرة ، سـنـتــطـرق لـهـا فـي هـذا الأسـبـوع .