أنظمة الحكم لا تدوم!!

أنظمة الحكم لا تدوم!!

الحياة نهر يجري وكل مَن عليها فان , ولا موجة تدوم , فالحالة الموجية تتحكم بالوجود المتحرك فوق التراب , ولهذا لا يدوم حال على حاله , وتسير الدنيا وفقا لإرادة الدوران القابضة على كل سيئ وبإحكام.

ووفقا لذلك , فلن يدوم نظام حكم في أي مجتمع مهما توهمنا , بل أنها المتغيرات العالصفة والتبدلات الحتمية اللازمة للبقاء.

البعض يتوجس ويتحسس من نوعية النظام القائم في هذا البلد أو ذاك , والواقع التأريخي يؤكد أن لكل ظاهرة مداها , ولكل قوة عمرها وحينها , ولابد من ضعيف وقوي , وأدوار متبادلة بين جميع المطمورات في الأعماق البشرية , فلا ديني يدوم ولا دنيوي يقيم , بل لكل منها أجله المرسوم.

هذا نظام ديني وذاك نظام دنيوي , وما خلا التأريخ من التفاعلات المتناقضة والصراعات الحامية بين المعتقدات والأفكار والرؤى والتصورات , فلا بد للصراعات أن تتواصل , ولتأكيدها تُستحضر المسوغات والتبريرات الموقدة لها.

المجتمعات فيها حركة داخلية وتموجات جريان مفروضة لديمومة التيار , وأكل الجرف الذي عليه أن يفقد الكثير من متانته , وقدرته على إستيعاب مياه الحياة , وإيجاد مجرى آخر متواكب مع زمن المكان.

ليكن نظام الحكم كيفما يكون , فهو لن يدوم , وسينجب ما يناقضه ,أو سيأتي بأحسن منه , فلكل أجله المحتوم , والناس تأتي بما يتوافق وما فيها , إن بالإنتخابات أو بغيرها , فأنظمة الحكم بأنواعها مرايا شعوبها , والمعبرة عما فيها , وما فيها يتغير , فالأيام تعيد تصنيعه وتمنحه أشكالا وأدوارا جديدة.

إذا كان نظام الحكم معبرا عن عقيدة دينية فأنه سيضعها على المحك بأفعاله , وعندها ستظهر مثالبها وعدم قدرتها على البقاء أو غير ذلك , لكنها ستمتحن , وستتسبب بإتيان آلية أخرى ذات إقتدار آخر , عليه أن يؤكد تأثيره ويصنع وجوده.

فلا تأبهوا لنوعية أنظمة الحكم , وعليكم برؤية ديناميكيات الحركة التي تقودها الأيام , ويتحكم بمقودها الدوران.

أحدث المقالات

أحدث المقالات