22 ديسمبر، 2024 2:17 م

أنسنة الأشياء واستنطاقها وثنائيّاتها المتضادة في ” السنونو .. ” قصص قصيرة جدا .. حنون مجيد .

أنسنة الأشياء واستنطاقها وثنائيّاتها المتضادة في ” السنونو .. ” قصص قصيرة جدا .. حنون مجيد .

يحلم العالم فينا ديناميكيّا .. نيتشة ..

السنونو هذا لا يطير بعيدا ، ولا يُمسَك باليد ، فهو كائن زئبقي ، إنسيابي ، برشاقته ، وخفة طيرانه ؛ إذ يمر بك طائرا مهفهفا ، بجناحيه الرشيقين ، مخلّفا وراءه ، نسمة هواء عذبة ، تلامس وجهك كحلم ، تتمنى أنْ لا تتلاشى أبدا .

ماهي دلالات هذا العنوان وما هي تأويلاته ؟!

وهنا ، فإنًّ هذا العنوان ، السنونو ، يتكشّف لنا عن مدلولات متن نص القصص القصيرة جدا ، للولوج الى العتبات الأساسية ، في ثنايا ومحتوى هذه القصص ، وبطولة المكان فيها ، وثنائيات الأشياء المتضادة وأنسنتها ، وغيرها ، التي استنطقها حنون مجيد ، من انسان وحيوان وجماد ، وماذا ترمز لنا هنا ..

وهنا ايضا، فإنًّ في كل قصة قصيرة جدا ، من هذه القصص ، ينطبق عليها تعريفنا للسنونو أعلاه ، فضلا عن ذلك ، أنها تدفعك للتأمل والتحليق ، في ثنايا رؤى الأحلام والمخيال اللذيذين ، وجماليات السرد الماتع ، الذي يأسرك ويرفعك الى فضاء سماوي، ويمنحك فضلا عن ذلك كله ، حكمة وتأملا ، في عالم جمال القصص القصيرة جدا ، فهي أيّ القصص هذه ، سنونوات ذات خفًّة ورشاقة ونسمة هفهفة أجنحتها .

ومع كثرة تعريفات هذا الجنس الأدبي الحديث ، تباينا وتطابقا ، يأتي هذا ، ربما لأنًّه جنس أدبي حديث المنشأ ، لا تمتد وتغور جذوره عميقا في تاريخ الادب العربي ، كما هو شأن الرواية والقصة القصيرة والشعر الخ ، وقد تتطابق هذه التعريفات أو تتباين ، أو تتمايز ، أو تتنافر بعضها البعض . ولكن على العموم ، فإنًّ هذا الجنس الأدبي بالرغم من كثرة تعريفاته ، فقد امتدت جذوره عميقا ، لدى المتلقي أو الناقد فضلا عن القاص، وأنًّ جميع هذه التعريفات في نهاية الأمر ، تذهب لتصبّ لصالح القصة القصيرة جدا ، وإنْ تباين بعضها البعض ..

السنونو هذا، هو لقطة ذكية لتعريف القصة القصيرة جدا ، وهو كما أرى أجمل تعريف لها . في بداية مقالنا هذا، كنت اتساءل قبل أن اقرأ هذه الباقة الفنية من القصص القصيرة جدا : ولماذا السنونو هذا عنوانها ؟! ألأنه خفًّة في الطيران ، ورشاقة في الحركة ، وهفهفة ، صعودا ونزولا وانسيابية ؟ أم ليس له مثيل بين الطيور كبيرها وصغيرها ؟.. لذا ، أرى هنا ، أننا لا نملك إنْ اردنا أنْ نعرّف القصة القصيرة جدا ، إلاّ أن نقول إنها سنونو وكفى ! ونمنح براءة الإبداع هذه الى حنون مجيد ..

وما دمنا كذلك ، اذا ، فقصة السنونو القصيرة جدا في أدناه ،هي تعريف دقيق وواف وشامل ، في هذه الحقل الأبداعي القصصي كما أزعم :

السنونو..

سألت الحمامة الغراب ؛ ما هو تعريفك للقصة القصيرة جدا ياغراب ؟! قال ؛ هي خطف على الحياة لخطف ما يخطف ، قالت ؛ قل هي السنونو يا غراب ، قال ؛ احسنت هي السنونو يا حمامة !

لكن ، أعرف تماما ، أنّ ما يحمله هذا العنوان ، أي عنوان هذه القصص ، يعبّر عن قصدية المؤلف بدقة .. إذ أنًّ كل شيء فيه يحمل مقاصده ونواياه ، واغراضه ، ومفتوح على التأويل وتعدد الرؤى، بما في ذلك ، النقاط والفوارز ، وعلامات الإستفهام والتعجب الخ .. إنه نظام دقيق جدا ، أجاد ممارسته حنون مجيد بمهارة ؛ ولنضرب هنا امثلة للتوضيح اكثر في سياق مقالنا هذا ..

هذه الباقة من القصص القصيرة جدا ، لحنون مجيد ، تدفعك عند قراءتها أنْ تتوقف كثيرا ، وتتأمل كثيرا، وتجنح بخيالك وتسمو به ، وتتساءل ؛ هل من المعقول لبضعة أسطر مشحونة ، بالفن والإيحاء والتأمل ، الذي يقترب احيانا من التصوف ؛ هل من المعقول ، تمنحك هذه القصص حكمة ، وأفقا إنسانيا ، وارتواءً نفسيا وجماليا ، وتطلعا اكثر، لما هو خبيء ، في ثنايا كلماتها الموحية الصادمة ، المتضادة ، والمؤنسة .. وكل قصة قصيرة جدا ، من قصص هذه المجموعة ، مضمونا وتقنية واسلوبا ، توفر لك الوقت ، وتجنب السرد المسهب ، لما هو سائد في بعض الاجناس الادبية عموما .

ففي قصص حنون مجيد هذه ، نجد كثيرا من الوعظ ؛ وهنا ، لا أعني الوعظ التقليدي المتداول ، إنما هو وعظ حكمة الرجل الناضج الرائي، الذي يطرحه بطريقة فنية في جلّ قصصه هذه ..

ولو جمعنا احداث هذه القصص ، وشخصياتها وطريقة سردها واسلوبها وضرباتها الفنية المتساوقة ، لرأينا أنها بالتمام ، لا تختلف عن أي رواية قصيرة او طويلة ، وزع حنون مجيد عناوينها هذه على شكل ابواب صغيرة جدا ، اسماها قصصا قصيرة جدا ..

وبالتالي ، فإنًّ هذه القصص القصيرة جدا ، اللوحة الموحية والساحرة ، هي لمسات إنسانية عذبة ، وضربة يتقنها صاحبها بمهارة قل نديرها ، فجمله معبّأة بالإنفجارات ، ومشحونة بالتأملات العميقة ، التي تقترب من تأملات صوفية ، تنقلك في نهاية الأمر ، الى عوالم حلمية تخترق الخيالات ..

تتميز قصصه القصيرة جدا هذه، بفخامة اللغة وايجازها ، فضلا عن شعريتها ، وتكاد أن تكون ذات لمسات إيحائية ، يلفّها الغموض أحيانا ، وتجعلك تتوقف عندها وتتأملها أحيانا أخرى، لا تريد أن تقرأها ، ولا تغادرها ، كما لا يمكنْ هضمها بسهولة . ذلك أنّ القاص حنون مجيد ، متمرس بإيجاز اللفظ ، والدلالات الإيحائية والشعرية ، وسعة المخيال والرؤى، بكلمات موجزة وموحية وبمقاطع قصيرة جدا ، تكاد أنْ تقترب من التأمل الفلسفي ..

وكما تقول الناقدة السورية ، سمر ديوب في مقالها : الثنائيات الضدية في القصة القصيرة جدا ..” تقوم القصة القصيرة جداً على صورة وامضة تولّد في ذهن المتلقي فائض معنى يُدرَك بالتأويل، فيعيد تشكيل الواقع على وفق رؤيته ورؤياه. وتغدو اللغة أيقونية، تولّد دهشة ؛ لوجود فائض المعنى. وثمة فرق بين المعنى الذي ينقله الخطاب، والمعنى المتشكّل في ذهن المتلقي، فالقارئ منتج آخر للنص الأدبي، يغني النص بقراءته، وفي كل نص أدبي مستويان: مستوى يلاحظه القارئ العادي، وهو المعنى، وآخر يحتاج إلى تأويل، وهو فائض المعنى.”

إذن ، هنا ، لا نعطي تفسيرا او تعليلا لهذا النوع من الجنس الأدبي ، كما يبدو للمتلقي ، اذعلى الناقد الإبداعي ، إنْ صح التعبير، التعامل مع النص الإبداعي والقصصي القصير جدا ، على وفق ما جاء اعلاه ؛ لأنه أي الناقد المعاصر إنْ لمْ يرقَ الى مستوى النص الابداعي ، وبالتالي الاقتراب مما يقوله السارد ، فإنه والحالة هذه، يكون قد ابتعد عن مهمته الحقيقية كناقد وكمتلقٍ في آن، ويبقى يراوح في مكانه. أي أنه لا يتجاوز ذاته ، وبالتالي ، فإنه والحالة هذه ، لن يستطيع أنْ يقدّم قليلا او كثيرا لعملية نقد النص الإبداعي المتميز .

إذن ، بعد هذا ، لنعد الى عنوان مقالنا ، ونتحدث عن مضمونه إنطلاقا من القصص القصيرة جدا هذه ، بعد أنْ أوفينا تعريف هذا الجنس من الأدب ، تعريفا وافيا بوصفه قصصا قصيرة جدا ، ولنتحدث بإيجاز لماذا تضمّن متن القصص ، هذه أبطالا وشخصيات من حيوانات ، وحشرات ، وأشياء أخرى متضادة ، كالجماد على سبيل المثال . ولنأخذ أمثلة ، أو عيّنات لنوضّح لقاريء هذا النوع من الجنس الأدبي ، ليكون على بيّنة تامة ، من مرامي القاص حنون مجيد بهذا الشأن ، وبالذات ، لماذا أنسنها ، واستنطقها ، وجعل منها متضادات ، ولتذهب تتحدث بلسان بليغ . نقول هنا ، أو بالأحرى ، نطرح سؤالا قد يحمل مضامين بليغة ، لماذا يستنطق المؤلف هذه المخلوقات ، ويجعل لها عالم خاصتها ، ويزجّها في مشاكل شائكة ، كما لو أنّها مخلوقات آدمية .. إننا هنا ، مدفوعين لنتساءل عن سبب هذه الإستعارة ، ربما يجيب عنها المؤلف أو القاريء ، أو الناقد حصريا. ولماذا يستنطقها ويؤنسنها ؛ وهي ذات عالم خاصتها الفسيح ، الذي يعج بصراعات ابتداء من النملة ذات النظام الحياتي الدقيق ، الى الفيل أو الكركدن اللذان لا يحسان غير ثقليْ جسديهما .. وهل أنًّ القصة القصيرة جدا لا تحتمل على قصرها طرح مشاكل معقدة ومتشابكة ، تعج بها مجتمعاتنا ؟! أوهل أنًّ إنساننا لم يعد قادرا على طرح تفاصيل مشاكله الحياتية والمجتمعية ؟!.. إنًّ هذه القصص القصيرة جدا بوصفها جنسا أدبيا ، لا تملك إلاّ أنْ تطرح تساؤلات عن الكون والحياة والانسان معا ، كما قلنا في متن مقالنا هذا..

إذن ، وعلى العموم هنا ، فإنًّ الادب الإبداعي في جوهره ، لا يقدِّم لنا حلولا وأجوبة جاهزة لنص ما ؛ إنما هو يطرح علينا تساؤلات ورؤى وتأملات، بل ثمة أسئلة تستولد أسئلة أخرى ، في النص الواحد ، وبذا ، فإنًّ المتلقي يجترح نصه إياه ، طبقا لقراءاته ، وانحداره التاريخي والفكري والاجتماعي والنفسي، وحتى الفلسفي . وهذا الجنس الأدبي من القصص القصيرة جدا ، على قصره جدا وقصر عمره ، كما نرى ، فهو مشحون بنصوص أجوبة متباينة واحيانا معقدة ومتشابكة، بموقف فني يحاول فرض نفسه ، بوصفه عملا إبداعيا ، متجاوزا لما قبله.. إذ كلما قصرت القصة القصيرة جدا ، إتسعت رقعة أجوبتها ، وكما يقول النفري : ” كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة .” ؛ هذا يعني ، أنها ، أي العبارة ، مشحونة ، أو معبّأة بمضامين لا يعرفها أحيانا حتى منتجها ..

إذن، لنأخذ عيّنة ، أو بالأحرى ، عيّنات من مخلوقات حنون مجيد المُؤنسنة والمتشيّئة ، فضلا عن المتضادات التي استنطقها ، في جسد هذه المجموعة، لتحمل فلسفته ورؤيته في الحياة . وازعم هنا ، أنني ارتقيت الى ما يقوله صاحبي المبدع حنون مجيد ، من طرح بعض تأملاته في عالمنا هذا ، ليقدم لنا نمنمات صغيرة جدا ، تكاد تكون مجهرية ، لكنها كبيرة كفلسفة وتطلع ورؤى ، إزاء العالم والكون والحياة والانسان عموما ، في عالمه القصصي القصير جدا هذا ..

وتجلّت قدرة حنون مجيد ، في هذه الشذرات الإبداعية ، ليمنحنا لوحة فنية تأطرت ابعادها ومضامينها ، في ثنايا هذه المجموعة، ليقدّمها لنا باقة قصص قصيرة جدا ..

ونرى هذه الثنائيات مبثوثة في ثنايا متن سرد هذا الكتاب ؛ مشكّلة بذلك ظاهرة بارزة في جسد هذا النص؛ وتكاد أنْ تكون ايضا انتقاء واضحا ، لهذه الظاهرة التي يبدو فيها السارد ؛ وفي محاولة منه ، كي يتجاوز ما كتب في هذا الجنس سابقا .

ومن الأشياء اللافتة للنظر جدا ؛ هي أنه أي حنون مجيد ، يستخدم الثنائيات وتضاداتها بين الحيوان والنبات والجماد ؛ فضلا عن الانسان ، وبالتاكيد أنّ هذه لا تأتي عفويا كما يبدو ؛ إنما ثمة من بين كتّاب القصة القصيرة جدا من له سبق القصب بهذا الشأن ..

انطلق حنون مجيد في مجموعته هذه من المتضادات الثنائية المتوزعة على متن هذه المجموعة ، من رؤية فلسفية ونظرة شمولية للحياة والعالم ، وراح يبث مفاهيمه الفلسفية والفكرية في ثنايا هذه القصص القصيرة جدا . فهو وبوصفه مبدعا في هذا الجانب من الفن ، يحرص على اقناع القاريء وجذبه ، الى ضرباته الفنية ، ويحرص ايضا في ثنائياته الضدية هذه ، على قواعد ونظم ابداعية لفن القصة القصيرة جدا ..

وما يتلاعب به حنون مجيد ، في ثنائيات القصص القصيرة، جدا هذه، والمتضادة جدا ، راح يتلاعب ايضا بثنائيات اللغة . وقد بلغت هذه الثنائيات المضادة والمستنطَقة ، ما يعادل اكثر من ثلثي هذه المجموعة القصصية جدا ، ولنقرأ عيّنة قليلة من نصوص هذه القصص جدا وكما يلي ، والتي أراها تشكل إنموذجا لقصصه القصيرة جدا . وأولى هذه القصص ، وأهمها التي يستنطقها السارد حنون مجيد والتي تدمي قلوب جميع الكتّاب والمبدعين العراقيين هي قصة : القصة القصيرة جداً ، التي راحت تبحث عن وردة سوداء تعلقها على ياقة معطفها لتحضر عزاء الشاعر الصديق على الطائي ، ثم تليها عيّنة عشوائية اخرى من القصص القصيرة جدا :

القصة القصيرة جداً
أحزن القصة القصيرة جداً نبأ وفاة الشاعر الجميل “علي الطائي”*. طافت على قصائده النادرة، ثم تحولت نحو الحقول والأنهار والجبال؛ تستقطر مروءاتها من أجل وردة سوداء؛ تعلقها على ياقة معطفها لتحضر عزاءه، وهناك تبكي ..

وهذه قصة ثنائية بين ذكر وانثى للتلاعب بمفردات اللغة كما قلنا اعلاه ..

فرصته اللغوية ..

كان/ كانت، يسيرُ/ تسيرُ أمامه، يتثنى/ تتثنى، أنثى بلباس ذكر، ذكراً بلباس أنثى،قبل أن يلحق به/ بها، ليعرف شيئاً عنه/ عنها، وقفت عربة له/ لها، والتقمته/ والتقمتها. ، تلك اللحظة كانت فرصته اللغوية التي ضاعت عليه.

وهذا حوار ثنائي يستنطق فيه السارد الشجاعة والجبن :

افتراق

سأل الجبن من لا يعرف إسماً له؛ أتعرف الجبن؟ قالت الشجاعة لمن لا تعرف له إسماً كذلك؛ كلا. وأنتَ أتعرف الشجاعة؟ رد الجبن كلا. قالت وهي تنهض؛ إذاً لنفترق. قال وهو يغادر؛ هو ذا الرأي الحكيم.

وهذا حوار ثنائي اخر يستنطق فيه القاص حنون الامانة والغش .

حوار الأمانة والغش
قالت الأمانة للغش؛ أنت تصطبغ بلوني فتغش الناس، ومن غشنا ليس منا. ردّ الغش؛ هذا لكي أعيش. ردّت الأمانة؛ ولكن مرة واحدة وليس مرات، فمن يعش بالحيلة يمت بالفقر، أما سمعت؟ قال بلى سمعت وكنت كلما نظرت حولي قلتُ”مَثَلٌ قديم”، ولا أدري حتى الآن إن تغير شيء!

هنا ، في هذه القصة ادناه ، وهج صوفي للمؤلف حين يتألق في مناجاة ذاته ..

كلماته

قرأ على الورق كلماته الحية وغاب في وهج صدقها. قال يحدث نفسه : إنّ هذا يكتب هنا عني من قبل أن يعرفني، أجابه مجيب إنما هو يتحدث عن الأكبر الذي رسمك.

حوار ثنائي استنطق فيه السارد حوار قطتين يلومان فيه صاحبهما لانه يحمل عصاه ضدهما

عالم مغلق

قالت القطة لأختها القطة؛ ما لصاحبنا يحمل عصاه علينا اليوم؟ ردّت؛ لعله يلهو. قالت أيلهو بعصا؟ أجابت؛ ربما برصاص غداً. دعتها؛ إذاً لنرحل إلى عالم ليس فيه عصيّ وليس فيه رصاص، قالت؛ لن تجدي!
———————————————————————————