23 ديسمبر، 2024 3:56 م

أنساب مزورة وأحساب مطعونة

أنساب مزورة وأحساب مطعونة

لست أكثر من إبن حداد، ولا إعتراض عندي على أية مهنة شريفة، فلا أؤمن بمهنة عليا وأخرى دنيا؛ إنما أرى كلاً ذا أهمية، حيث هو متناسب مع مكانته ومؤهلاته الوظيفية،…
لا إعتراض على أية مهنة.. أؤكد، إنما الإعتراض على من لا يستوفي شروط منصب ما، واضعا نفسه موضع حرج، يلاص في إدارته؛ ويليص معه المصلحة العامة، رابطا الرسمي بالشخصي؛ فإذا تخبط، لن يسقط لوحده؛ إنما يسقط المؤسسة معه،…
وهذا ما حصل، إبان حكم البعث الجائر، وأعاد تكراره حكمنا الراهن؛ فحين، إستوزر طه ياسين رمضان الجزراوي، قلنا هذا نائب ضابط، وإنتدب عزت إبراهيم الدوري.. نائبا لرئيس الجمهورية، سكرنا ضحكا.. بياع ثلج.. والقائمة تطول.. علي حسن المجيد.. علي كيمياوي، عريف وحسين كامل.. شرطي مبلّغ.
ولأنني من عائلة معارضة للبعث، منذ فتحت عيني على الدنيا؛ فقد بالغنا في تهويل ما صبه الأميون من خراب على الدولة؛ جعلنا نفرح بتهاوي عروشهم، يوم 9 نيسان 2003، لكن…
… لكن تهاوت عروش أحلامنا، من سابع سماء الى سابع أرض، ومن فوق الثريا الى تحت الثرى؛ عندما جاء “ربعنا” و… عينوا الكصاب سفيرا وضابط الامن المجرم قائدا وبياع البراغي وزيرا والمعلم محافظا؛ فتحولنا من دولة عاجزة، في ظل بعث أمي، الى دولة فاشلة، في ظل حكومات ما بعد 2003، المتلاحقة فسادا، أودى بنا الى دولة منهارة، تشظى ما فيها من بقايا سياقات (كانت) متماسكة وباتت رخوة منحلة منحطة محطمة!
أؤكد إحترامي لكل مهنة، في مكانها، على ألا يزحف حرفي النجارة على الحداد ولا صائغ الذهب على حائك السجاد؛ فالطبيب إذا عمل فيترجي يحطم السيارات، مثلما الفيترجي إذا عمل طبيبا، يميت المرضى.. إذن ليست ثمة مهنة أهم من أخرى، لكن المصلحة العامة تقتضي أن يلتزم كل فرد وظيفته التي يجيد أداءها؛ وإلا ينتهي المجتمع الى ما إنتهى إليه سد مأرب، الذي تآكلته الفئران.
أؤكد ثانية وثالثة وحد إنقطاع النفس، أن والدي كان حدادا، وانا ابن ناس على (كدهم.. لاكلت شيخ ولاعميد كلية) لكن أقول بملء فمي الجماعة جاؤوا بشهادات مزورة، لم تصدر من جامعات دمشق وطهران، إنما من دهاليز (الزواغير) الممتدة، تحت أقبية الأزقة الخلفية لجامعتي دمشق وطهران.
 وفئران سد مأرب، هي ابو الكبة حامض، الذي صار علينا شيخا، وبائع الشلغم الذي بات عميد ركن، يؤدي التحية من وضع الإستراحة…
… والله استحي من (اباوع بالمراية) .. حسبي الله ونعم الوكيل!