23 ديسمبر، 2024 2:44 ص

أنحن في العراق أم في إيران؟

أنحن في العراق أم في إيران؟

يؤکد حزب الدعوة من إنه مستعد للدفاع عن النظام الايراني الى حد الشهادة، في يقول تحالف الحشد الشعبي لمستشار المرشد الاعلى الايراني ولايتي، من أن فوزهم الانتخابي فوز لمشروع الخميني، أما همام حمودي، رئيس المجلس الاسلامي العراقي، فيقول بدوره من إن إيران قبلة للعراق و العالم الاسلامي، هذا الى جانب العشرات من التصريحات و المواقف الاخرى التي تسير بنفس السياق، والذي يثير السخرية الى حد القرف، إنه وفي الوقت الذي تکاد التصريحات المتشددة أن تختفي في إيران من جانب القادة و المسؤولين الايرانيين و السعي لمسايرة الشعب الساخط، فإن في العراق يختلف الامر وکأننا في إيران أيام کان النظام في اوج قوته!
هذه التصريحات الملفتة للنظر و التي لاتعبر إطلاقا عن أماني و تطلعات و مصالح الشعب العراقي ولاتمت إليها بصلة، هي نفسها التي جعلت مستشار خامنئي ولايتي، يتطاول و يتدخل بشأن مايجوز ولايجوز للعراق و رسم سياساته المستقبلية وکأن العراق مجرد مستعمرة تابعة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، والذي يجب أن نلاحظه جيدا هو إن هذه التصريحات”الغريبة”و المعادية لمصالح العراق و المليئة بالتملق و الخضوع المطلق للنظام الايراني تأتي في وقت نلاحظ فيه تراجع دور النظام الايراني و تضعضعه أکثر من أي وقت آخر خصوصا بعد الانتفاضة الاخيرة التي کشفت عن وجهه الحقيقي و الى أي مدى وصل مستوى کراهيته من جانب الشعب الايراني.
العديد من الشخصيات و الاحزاب و الميليشيات التي رضعت و ترضع من ثدي النفوذ الايراني و تدين بالولاء و التبعية المطلقة للنظام الايراني، تصبح و تمسي بتصريحات و مواقف تمجد فيها ليس بالنفوذ الايراني فقط بل و تدعو بحرص إستثنائي للعمل من أجل تنفيذ المشروع المشبوه للنظام الايراني بصورة تظهر هؤلاء أکثر حرصا من النظام نفسه الذي بدأت الاصوات من داخله تتصاعد بشأن مراجعة هذا المشروع و السعي لتغييره، لکن يبدو هؤلاء في العراق وکأنهم يتجاهلون تماما مايجري في إيران بل حتى لايکترثون به، فما يهمهم هو بقاء خامنئي الذي رفع الشعب الايراني في الانتفاضة الاخيرة شعار منظمة مجاهدي خلق المطالبة بإسقاط أصل النظام!
المطلوب في العراق حاليا هو العمل من أجل تحديد النفوذ الايراني بإتجاه إنهائه لأنه يشکل أکبر تحد و تهديد لمصالح العراق و شعبه خصوصا وإن الفساد الذي يعتبر واحدا من أکبر العوامل التي تنخر بالجسد العراقي و ترهقه الى أبعد حد، فإن جذوره الرئيسية في طهران، شأنه شأن الکثير من المشاکل المزمنة الاخرى التي يعاني منها العراق و التي منبعها طهران، ولکن وخلافا لما هو مطلوب حاليا، فإننا نجد هناك من يطلق تصريحات مؤيدة للنظام الايراني و لمشروعه بحيث عدن الانعلم هل نحن عراقيين و نتواجد في العراق أم إننا إيرانيون و في إيران؟!