23 ديسمبر، 2024 6:08 ص

أنت اللي تريد وطن..

أنت اللي تريد وطن..

فلشت حكومة تبني وطن!

عندك حكومة تصنع هكذا منجزات..

رغم فساد كثير من الطبقة السياسية،

أذا أنت تقشمرت فأني مو قشمر،

وإذا ناسي هاك إذكر!

علي فضل الله

أستقالت حكومة عادل عبد المهدي، تلك الحكومة التي أخطأت لأنها قامت بفتح
كل شوارع بغداد، وأزاحة أثار الأحتلالين الأمريكي والأرهاب القاعدي
والداعشي من الكتل الكونكريتية وبثقة عالية، دون أن يسجل أي خرق أمني
يلفت الأنتباه.. وقتها، وأثار ذلك الخطا الأمني ونتائجه كانت! عودة
الصورة البهية لبغداد الحبيبة، ودوام الحياة التجارية والترفيهية فيها
على مستوى 24 ساعة، أي ان نتائج ذلك الخطأ الفادح، شعور المواطن بالأمان
الذي فقدناه طيلة 15 عام مضت مع عودة رمزية الدولة، وإنتعاش الحركة
التجارية للقطاع الخاص بصورة كبيرة، نلحظ ذلك من خلال الإزدحامات الليلية
التي كانت تستمر حتى مطلع الفجر في المنصور والكرادة وزيونة والكاظمية
والأعظمية وشارع فلسطين ومناطق أخرى.

وحكومة عبد المهدي لم تقف عند هذا الحد من الأخطاء الفادحة، بل حققت
إكتفاء في كثير من المحاصيل الزراعية وبعض المنتجات الحيوانية، وإنتعاش
بالموارد المائية، وتم رفع الطاقة الخزنية للمشتقات النفطية، وهل إنتهت
أخطاء تلك الحكومة التي( لم تتبناها أية كتلة سياسية)؟؟ أكيد..لا، فتلك
الحكومة حققت أستقرارا” كبيرا” في تجهيز الطاقة الكهربائية، دليل ذلك
بغداد وشوارعها وأسواقها الليلية البهية، والبصرة وباقي المحافظات كذلك،
والأكثر من ذلك بدأ أصحاب المولدات يتوسلون بالناس لدفع أي مبلغ ولو
رمزي، رغم ذلك وبخطوة تنم عن جرأة في القرار السياسي، توجه لألمانيا
ليبرم أتفاقية أستراتيجية مع شركة سيمنز، لمعالجة ملف الكهرباء المهمل
منذ عقد ونصف، بالأضافة لعقد جنرال الكترك الأمريكية، والتي تقف وراء
خراب كهرباء العراق منذ عام2003، يضاف إلى ذلك نشاط وزارة الداخلية وتطور
الخدمة المقدمة للمواطن عبر بعض الدوائر الخدمية كالمرور والجنسية
والجوازات، وهذا الحال ينسحب على وزارات ودوائر عدة.

وهل أنتهت جرائم حكومة عادل عبد المهدي؟ لا..!

توجه عادل عبد مهدي وكل السلطة التنفيذية وجميع المحافظون، للصين وما
أدراك ما الصين، ليتم إبرام أتفاقية التي أكمل أوراقها عادل عبد المهدي
منذ عام 2015، عندما كان وزيرا” للنفط وقتها، لكنها ركنت على رفوف حكومة
العبادي، هذه الأتفاقية كانت تكفي لأعادة أعمار العراق(النفط مقابل
الأعمار)، وتلك الإتفاقية كان من المفترض أن يتم من خلالها، بناء ألاف
المدارس وعشرات الجامعات والمستشفيات وطرق وجسور عصرية وحضارية، وقرابة
ثلاثة ملايين وحدة سكنية، وميناء الفاو الإستراتيجي العملاق الذي قد يضعف
(موانيء الخليج) عند بناءه وتشغيله؟؟، تعرفون كل ذلك حصل بكم من الوقت
ب(ثمانية أشهر).

إذن لماذا حصلت التظاهرات؟ دعوني ألفت إنتباه الجميع، التظاهر حصل في
الشهر العاشر، وفي هذه الفترة يكون طقس العراق ربيعي، والكهرباء تكون في
هذا الشهر مستقرة حتى في الحكومات التي عانت من أزمة الكهرباء، وكان وقت
التظاهر بالعادة يحصل في شهري تموز وأب لأن فيها يحدث تراجع كبير في
مستوى تجهيز الطاقة الكهربائية، وهذا لم يحصل في حكومة عبد المهدي ومنذ
السنة الأولى لحكومته، ما دلالات ذلك؟ قبل أن أبين تلك الدلالات.

أود أن أذكر قصة أحد سفراء بريطانيا، عندما كانت تستعمرالهند، ففي أحد
الأيام وعندما كان سفير بريطانيا يتجول في شوارع الهند ، مر من أمام شاب
هندي مفتول العضلات، يقوم بضرب بقرة بقسوة، فإذا بالسفير البريطاني ينزل
مسرعا” من سيارته، ليدفع ذلك الشاب بقوة أمام أنظار جمع من الهنود، ولم
يكتفي السفير بذلك بل مر نفسه بفضلات البقرة، ونتيجة ذلك إنبرى جمع كبير
من الهنود على الإنقضاض على ذلك الشاب ذو العضلات المفتولة ويطرحوه
ارضا”، حتى لاقى حتفه، عاد السفير لسيارته ، وهنا سأل السائق السفير،
لماذا فعلت ذلك سيدي؟ فأجابه السفير: إن ذلك الشاب أراد تحطيم وثن الجهل،
ولو تركت ذلك الشاب الواعي، أن يكمل مهمة إهانة البقرة، لكان سببا” لنشر
الوعي، وذلك يعني زوال إستعمارنا، فسر قوتنا(والكلام للسفير البريطاني)
يكون بجهل الشعوب وغبائها، وحين لا تدرك من هو الذي ينفعها من الذي
يضرها، فنحن نعتاش على خلط الأوراق وترسيخ الجهل وترويض النخب بالأغراء،
أو أزاحتها بأية طريقة ولو تطلب القتل والأبادة.

فقصة السفير البريطاني والشاب الهندي الذي أراد تحطيم الوثن، شبيهة بقصة
السفارة الأمريكية في العراق ودورها التخريبي وحكومة عادل عبد المهدي،
فأمريكا لا يروق لها من يحقق الأمن الحقيقي، ويؤسس لمشروع دولة قائم على
قاعدة إقتصادية قوية، وفوق ذلك لم ينصاع لقواعد اللعبة السياسية
الأمريكية، عندما لم يطبق العقوبات الأقتصادية على إيران، ونأى بالعراق
بعيدا” عن مشروع صفقة القرن، وتم إلغاء عقد لشركة نفطية امريكية تصل قيمة
العقد 52 مليار دولار بسبب الشروط التي وضعتها حكومة عبد المهدي،وهنا
تدخلت وكالة المخابرات الأمريكية وبالتعاون مع حلفائهم في المنطقة،
لإحداث عملية إنقلاب ناعمة عبر يافطة الدي مقراطية، فحكومة لم يتجاوز
عمرها السنة الواحدة، هل يعقل تحميلها مسؤولية الفساد المالي والأداري
أستمر لعقد ونصف، وهي أسست لخطوات أستراتيجية بعيدة المدى، لإستعادة
سيادة العراق، وما ذكرته من منجزات حكومية في بداية بحثي، لهو دليل قاطع
على وجود عقلية رجل دولة، كفيل بحلحلة كثير من الأزمات لو قدر له أن
يكمل الأربع سنوات، وهذا ما لا يروق للسفير.

ولسان حال كثير من الذين أدركوا حجم المؤامرة على العراق، وأنسحبوا من
ساحات التظاهر، بعد أن أدركوا إن هنالك مخطط لركوب الموجة، لسان هؤلاء
وكأنه يقول:

نريد وطن كما أدعيتم من خلال؛

تشريع قانون إنتخابي عادل، يضمن الدوائر المتعددة والأنتخاب المباشر.

تشريع قانون المحكمة الأتحادية.

إحكام سيطرة الحكومة الأتحادية على كل المنافذ الحدودية، لا سيما منافذ
إقليم كوردستان.

إنهاء جولات التراخيص لشركات الهاتف النقال الحالية، التي استباحت المال
العراقي، والتي هي سببا” كبيرا” في خروقات أمنية.

تنفيذ عقد شركة سيمنز الأمانية، بالطريقة التي تحقق ما خطط إليه، لرفع
الطاقة الأنتاجية والنقل والتوزيع.

تنفيذ الأتفاقية الصينية ( النفط مقابل الأعمار) وفق الخطط التي تم
الأتفاق عليها للحكومة السابقة، لأنها تمثل نقلة نوعية للعراق في
المستقبل القريب.

طرح جولة تراخيص جديدة لأستخراج الغاز من المناطق الغربية، وكذلك إستثمار
الغاز المصاحب، الذي باشرت به الحكومة المستقيلة وتم تسويق شحنات منه
للجارة الكويتية.

تقديم الجناة الذين كانوا وراء عمليات القنص للمتظاهرين والقوات الأمنية،
للأحداث التي رافقت التظاهرات التشرينية، حتى وإن كان عادل عبد المهدي
بنفسه، وكما وعد بذلك السيد الكاظمي عند تكليفه، وإلا فأن من كان وراء
ذلك

(السفير أبو البقرة ) وأنا أجزم إنهم كانوا وراء ذلك.

كون ما زعلنا السفارة وربعها!!!