23 ديسمبر، 2024 5:25 ص

أنتِ من تَفرضين ولستِ تُفرضين

أنتِ من تَفرضين ولستِ تُفرضين

ولأنها أساس كل شيء, لا يكفيها الأول من صفر فقط, ليقف معها ضد من ينتهك حقوقها, ولأنها جوهر المسؤولية, تستحق أن تُكرم بأبهى صورةً, لأنها هي, فتاء التأنيث زينت كل ما هو منتقص للمثالية, وميم المسؤولية رفعت شعار المراءة رمزاً لها, فَكسرت عين العنف ضدها, ورفعت خاء الشموخ برأسها, فسطرت المعالم اللامتناهية الجمال, ورتبت سطور المحبة بكل رقي وأعتدال, وحملت عبئ العادات القاسية والتقاليد, لترفع من شأن الاهتمام بمن لا يُفكر بأدنى حق لها, فكم من أمرأة عظيمة عانت ما عانت, لكي تصنع المعجزات تباعاً, وبلا أنقطاع نظير, لتحمل راية السلام عالياً, لترفرف مع كل دقةً من رفةً لذلك القلب النابض بالعطاء الوفير, وبدون أي مقابل يذكر, سوى بحثها عن وصفة أهتمام, ويد رعاية, ولسان حقً لحقوقها, وميزان عدل لمسيرة حياتها .
المرأة والمجتمع, لماذا المجتمعات وخصوصاً مجتمعنا الشرقي, نجده يفرض القيود تلو الاخرىً, على حقوق وحريات المرأة, وفي بعض الاحيان يصل لمرحلة فرض التسلط عليها, مبرراً سبب ذلك التسلط, بتفسير نشوءها وتكوينها, بناءً على المعتقدات الدينية, ورجوع بعضها الى مستوى الثقافة, ودورها في تكوين بيئة العيش للمرأة, وكما هو مكملٌ أيضاً, أن بعض القيود تكون نابعةً من التقاليد والأعرف المتخلفة فكرياً, وهذه القيود تمثل عقبةً كبيرةً جداً في تحديد اتجاه ومسيرة حرية وحقوق المرأة, وتنعكس تأثيراتها على كافة المجالات والقطاعات, التي تشكل المرأة فيها محطة تأثير فعلي وقوي, سواء على القوانين والتشريعات, أو على مستوى , القطاع الاقتصادي , أو على مستوى الرعاية الصحية والاجتماعية, مدركين أيضاً, ودون المرور بمبدأ الكرام , أمورالتربية والتعليم, فالمرأة عنصر مؤثر, ومكمل لكل ما يدور داخل المجتمع, وعلى كافة الاصعدة والمستويات, وتأثيرها غالباً ما يكون الاصح, والأكثر أيجابية .
عند الرجوع الى عصر ما قبل الاسلام, نرى ان المراءة كانت تقييم وتباع, بأبخس الاثمان, ولم يكن للمرأة أي حقوق تذكر, حتى أن البعض كان يعتبرها وصمة عار, فتُدفن حيةً عند ولادتها, دون أدنى تفكير, بتلك المخلوقة التي كرمها الله كثيراً, وجعل لها الدور الاساسي والمهم في نشأة وتربية المجتمع بشكل عام, وعندما جاء الدين الاسلامي, أخذ على عاتقه تحسين وضع المرأة, وتمكينها من حقوقها مقارنةً بواجباتها, فأصبحت هنالك أنتقالةً نوعية كبيرةً وشاملة, في وضع المرأة مقارنةً بالوضع الذي كانت عليه في عصر الجاهلية, فنزلت الأيات القرأنية بحقها تباعاً, تجعل للنساء ما على الرجال من واجبات, وما لها من حقوق, والمساواة بينهم, بغض النظر عن الفوارق الشرعية البسيطة, فالمرأة لها الدور الكبير والفعال, في تكوين المؤوسسات التعليمية, التي تبدأ بالنشوء والتربية الصالحة, ولا تتوقف عند أكتمال التعليم المهني والاخلاقي, بل تسعى للوصول, لأكبر قدراً ممكن من المثالية والرقي, فأرتقت في أغلب المجتمعات, لتبدأ بمرحلة مشاركة الرجل في العمل, لتصل بين تارة واخرى, لمرحلة المشاركة الفاعلة في تكوين وبناء الدولة, لتتسلم بذلك المناصب الحكومية, وصولاً لرئاسة الجمهورية في بعض الدول, وذلك بأثبات أحقيتها وجدارتها في القيادة الفعالة, ما يُحتم علينا اليوم, وأقل جزاء ممكن, لتلك الأنسانة المعطاء, رفع شعار مناهضتها, والوقوف ضد أي أمراً, من شأنه أن يقلل من شأنها, أو يحاول أهانتها بشتى الطرق, فالمرأة أسمى بكثير, من العنف والعدوانية, لانها حمامة سلامً ومحبة وعطاء…