التاريخ لا يرحم، وهو أقسى ما يكون مع أولئك الذين خانوا أوطانهم وأممهم وتسببوا في خذلانها وتآمروا لإلحاق الضرر بها وتمزيقها وتدميرها. وما فعلته وتفعله بعض الدول اليوم سيسجله التاريخ في صحائفها وصمة عار تلاحقها على مر الأزمان كواحدةٍ من أسوأ الخيانات وأكثرها تدميراً للعالم العربي.
لقد حفر التاريخ على صفحاته كثيراً من قصص الغدر والخيانة، ومن أشهر تلك القصص وأكثرها تداولاً قصة الغدر التي تعرض لها مؤسس الإمبراطورية الرومانية يوليوس قيصر من أحد أكثر المقربين إليه وهو ماركوس بروتس الذي طعنه في ظهره، وحين رأى طاعنه قال كلمته الشهيرة: «حتى أنت يا بروتس» والتي أصبحت مثلاُ لغدر وخيانة القريب. أما بروتس فقد لقي مصير الخونة الحتمي وهو الخزي والهزيمة والانتحار.
ما خيانة بعض الدول في التدخل بأنتخابات العراق، الا واحدة من الخيانات التي ألحقت بالامه الظلم والتشريد والقتل وقمع الحريات، من أجل تحقيق مصالحهم الخاصه على حساب هذه الدول التي تسعى لنيل حريتها واستقلالها.
ما يجري في بعض الدول العربيه من حروب ودمار شامل للبنى التحتيه إلا خيانات معلنه منها ومبطنه الأخرى، لا لشئ وإنما لإرضاء اسيادهم من دول الكفر والالحاد التي لاتريد لهذه الدول أن تنهض بواقعها الجغرافي والتجاري والاقتصادي !
العراق واحد من هذه الدول العربيه التي شملته يد الخيانه والغدر في معركة وضعت لها الأعذار الواهيه والكاذبه حتى يتم اضعافه وتدمير ترسانته العسكريه والصناعيه ليتسنى لهم السيطرة عليه ! لكن وقفوا أبناء البلد بوجه كل المؤمرات من ٢٠٠٣ وحتى هذا اليوم وقفت الرجل الواحد في الدفاع عن بلد المقدسات ، وما فتوى الجهاد الكفائي الا واحدة من أهم المواقف المشرفه بوجه هذه الخيانات والمؤمرات ضد العراق.
لم يكتفوا بكل مؤامراتهم حتى تتجدد الخيانه في انتخابات العراق لعام ٢٠٢١ من قبل نفس الدول التي كانت ولا زالت تدعم التفريق وزرع الفتن بين أبناء الشعب الواحد! الشعب الذي كابد الويلات في ظل نظام دكتاتوري متسلط لايرحم الشيخ الكبير ولا الطفل الصغير !
في ظل تحول النظام السياسي من دكتاتوري إلى ديمقراطي برلماني بأختيار شعبي حر ، هذا ما جرى في العراق من عام ٢٠٠٣ وحتى٢٠٢١/١٠/١٠.
اليوم الذي العالم عمومآ والعراق خصوصآ يتطلع فيه إلى تغيير للمستقبل، تغيير في المسار السياسي وتحقيق طموحات الشعب الذي انتفض من أجل الاصلاح ، خرج بكل جهده ليضحي بعدد من الشهداء والجرحى من أجل التغيير الحقيقي في الواقع السياسي، هل تحقق ما كان تطمح له ثورة تشرين ؟ هل تحقق ما أرادت له المرجعيه عندما أمرت الشعب بالخروج للتغيير؟ هنا تغلب الطمع المادي الذى سرى قي نفوس البعض وخالف
مادعت اليه المرجعية من خروج الجميع للانتخابات واختيار ممثلي الشعب.
هكذا تخالف الأمر بين مكره ومطيع ليتخلف القسم الأكبر من الخروج ، وخروج جزء يقدر ٣٠% هم من صوت .
حتى تأتي نتائج الانتخابات بارقامها التي أغاضت الكثير واثلجت قلوب القليل ، لكن رب ضارة نافعه، هكذا يقول الحكماء .