هذا هو الشعار الذي يردده مئآت الآلاف من المحتجين في أنحاء العراق، وبخاصة في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، التي أبى أبناؤها الا أن يكونوا البررة الميامين الذين لايقبلون أن يكون ولاءهم لغير العراق وشعبه وتاريخه وحضارته ومباديء دينهم الحنيف، فيردد من يتقدمهم : أنت منو؟؟.. وتجيب آلاف الحناجر: أنا ولائي للوطن!!
والطامة الكبرى أن كل شعوب الارض تفتخر بولائها لوطنها وشعبها وبلدها، الا بعض العراقيين ممن قبلوا أن يكون ولاءهم للأجنبي، ولمن لايريد للعراق الخير والكرامة، ويتمنى لو حول كل أبناء شعب العراق الى خدم أذلاء..وحاشى للعراقيين أن يقبلوا أن يكونوا خدما للآخرين!!
حتى هذا الاخر الذين يدين ” البعض” منهم بالولاء له، يسخر منهم ، ويتخذ منهم أدوات للإجرام، وهو الذي لايحرك أيا من ابنائه ضد من يعدهم اعداء لبلده، وقد وجد في بعض الغارقين في وحل الارتهان للآخر من يدافع عنه ويرتضي أن يكون بيدقا بيد الآخر، وبدوا ملكيين أكثر من الملك، بينما الذي يدينون له بالولاء لايكلف نفسه ولا شعبه التضحيات، ولا يدخل المواجهة المباشرة مع خصمه، لأنه حريص على حفظ دماء شعبه ،ومستقبل شبابه، ولا يريد أن يدخلهم أو يرهقهم بتبعات نيران حروب لا تبقي ولا تذر!!
كان شهداء الانتفاضة العراقية وآخرهم المرحومة الدكتورة ريهام يعقوب التي كان صوتها يجلل في أوساط شباب تلك الثورة الجبارة التي يعلق عليها العراقيون أنها هي من تكون أملهم لإعادة الهيبة الى بلدهم، كانت تردد تلك الثائرة / ريهام / وكل ثائرات العراق وثواره الابطال، الذين انتقل البعض منهم الى جنات الخلود : أنا ولائي للوطن..فمن أنتم.؟؟.فيردد الشباب الثائر : أني ولائي للوطن!!
كم أنتم رفعتم رؤوسنا أيها الشهداء الأبرار، وانتم تقدمون أنفسكم قرابين للوطن المختطف من أيدي الخارجين عن القانون ومن يشيعون الفوضى والسلاح المنفلت ، وهم من أوصلوا بلدهم الى الدرك الاسفل من محطات التبعية المذلة والرهان على الاجنبي ، في أن يكونوا عبيده الأذلاء، وهم يتفاخرون بأنهم عبيده، ويقرون صباح مساء أن ولاءهم لغير العراق، وأن وجودهم في هذا البلد للدفاع عن أجندات الاجنبي!!
لكم الفخار أيها الشهداء الأبرار ، وبكم ترتفع هاماتنا الى السماء، وقد روت دماءكم الزكية أرض العراق ، وعطرتم تربة أجدادكم بما يليق الى حيث البطولة التي يتفاخر بها أبو الأحرار، في أنهم هم أتباع أهل البيت الكرام، وأتباع كل من تفاخر بالانتماء الى العراق ارضا وسماء ومقدسات!!
وكم يشعر الولائيون لغير العراق انهم صغار وناكرو الجميل، عندما لايضعون مصلحة بلدهم وشرف انتمائهم لهذا الوطن في مقدمة اهتماماتهم وولاءاتهم وما قيمة الولاء اذا كان الوطن يستباح من كل الطامعين بالعراق، ويذبح ويقتل مئآت الالاف من العراقيين ومئات الالاف منهم لايعرف عن مصيرهم شيئا!!
ثورة أبناء الوسط والجنوب وثورة إخوتهم في ساحة التحرير وسوح الشرف الاخرى ، هي منبر فخر لنا جميعا ، وهي من ننهل من كؤوسها مايروي غليل عطشنا ، أؤلئك هم الوطنيون الاخيار الذين يصنعون البطولة وعناوين الصمود وشرف الكلمة وطيب المنبع، وهم من نرفع لهم القبعات إكراما لكل تلك الصفحات المشرقة التي أضاءت ليالينا المدلهمة، وهم من نعدهم نهارات العراق وشمسه المشرقة ، وعنوان الفضيلة والشرف العربي والعراقي الأصيل ، وهم من سيتحدث تأريخ العراق عن مآثرهم ووقفتهم وصمودهم الإسطوري، فكانوا عناوين تثير نخوة الاجيال وتثير هممهم وتحرك الضمائر المستترة، لكي تستيقظ من سباتها، بعد غفوة طال انتظارها، وها هم شباب العراق ، ورجاله الأشاوس ، أعلام الفخر التي تتفاخر بهم مدن الدنيا ، على انهم الثوار الذين يصنعون فجر غدهم المشرق، وهم من يعلق عليهم ملايين العراقيين الآمال، بأنهم هم وليس غيرهم من يصنعون التاريخ ويعيدون كتابته بأحرف من نور..!!
لكم المجد يا شهداء العراق وانتم ترقدون في جنات الخلد ، ولمن أصيب منكم أو من تعرض لطغيان ولاءات الآخر، الشفاء العاجل.. أنكم قدرنا العربي الجميل وعنوان فخرنا ورفعة رؤوسنا، بكل تأكيد!!