18 ديسمبر، 2024 10:42 م

أنا وإعترافات السيد المستشار !

أنا وإعترافات السيد المستشار !

قبل عقدين من الزمن كتبت ونشرت قصة تحت عنوان ” إعترافات رجل محترف ” كشفت فيها بعضاً من تفاصيل حياتي الشخصية السرّية ، وما زلت أعتقد إن تلك القصة هي اصدق ماكتبت ادبياً وسياسياً وانا اتجاوز عقدي السابع !
واليوم أعتقد إن مستشار رئيس الوزراء لشؤون التنمية السيد عقيل الخزعلي سجّل إعترافاً هو الأصدق من بين كل ماقيل عن سيادة البلد والشعارات الشعبوية التي قيلت في هذا الموضوع الأكثر خطورة من كل المواضيع في التباسات العملية السياسية والفوضى الضاربة أطنابها في كل مفاصل الدولة العراقية !
يعترف الخزعلي في مداخلة له بملتقى ” ميري ” المقام حاليا في أربيل ” السيادة سيّالة وفقاً لمفهوم الثورة التقنية والرقمية، إذ لا توجد حدود واضحة للدول أمام الإنفتاح المعلوماتي. عندما نقول إن هناك تعرضاً للسيادة العراقية من أطراف خارجية، وكل الدول العظمى لديها هيمنة وتأثير في المسار السياسي، لكن يجب أن نقرأ ما هي إرادة العراقيين أمام تآكل السيادة؟!
إنه يبحث عن جواب لسؤاله :
ما السيادة مع هيمنة الدول العظمى ، ونضيف ، وغير العظمى ، في المسار السياسي ؟
لاحظ استخدام مفردة ” الهيمنة ” وليس ” التدخل ” فما بينهما من فوارق تغيّر المحتوى ، فالتدخل سياق سياسي ودبلوماسي تعاني منه حتى الدول العظمى ، كما في التدخلات الروسية في نتائج الإنتخابات الأميركية ، لكن ” الهيمنة ” هي الإعتراف الإحترافي الحقيقي الذي يقرّه الشارع ويعترف به فيما يغالط فيه السياسي ويتكابر عليه !
الإعتراف من هرم السلطة التنفيذية يقول ” نحن بلد تحت الهيمنة ” في المسار السياسي ، والبحث عن منقذ ، كما يقول الخزعلي في قراءة ” ارادة العراقيين أمام تآكل السيادة !
وجود حزب أو تحالف باسم السيادة يؤكد هذا الاعتراف ، كما إن أسماء وعناوين أحزاب بمفردات الديمقراطية والوطنية والحقوق ، لاتقودنا الا الى حقيقة ضياع محتوى هذه المفردات الأكثر أهمية في مسار العملية السياسية الجارية في البلاد !
أشاطره الاعتراف ، من أن ضياع السيادة وهيمنة الكبار ، هو ضياع لمحتويات بقية المفردات والشعارات الفارغة والتضليلية لجمهور يعرف الحقيقة أكثر من السياسي نفسه، الذي يعرف جيداً كيف ضاعت وتضيع هذه المفاهيم خلف الستائر وداخل الغرف المظلمة وعبر الحدود المفتوحة والصكوك المترفة !!