18 ديسمبر، 2024 9:36 م

(( تعال يا من تقاسمنا لقمة العيش سويا وقرص الخير من سنابل بلادي الذهبية على مائدة وطننا الواحد وشربنا وتعمدنا وأغتسلنا من نهر واحد على مر العصور وتجاوزنا كثيرا من الهموم والمحن والاشجان معا ونحن نسجد على سجادة بلادي الترابية نشم عطرها الفواح . تعال يا صديقي نعود الى سابق عهدنا نستقبل قبلة الاله الواحد عز وجل لنوحده لوحده ونسكن النفس في طمأنينة مع النفوس الساجدة على فرش الجوامع في الاعياد المشتركة لنهلل ونكبر معا ونحتضن بعضنا بعضا مع كل آذان لنطرب مسامعنا في كل الاوقات الايمانية . لا ادري يا صديقي كيف منعت أناشيد الرب وتراتيل المذابح للنبي يوسع عليه السلام تتلى على شفاه كنائس الموصل الحدباء وغيرها . كيف منعت فتيات بلادي المخدرات في البيوت من الجنوب أن تزف الى شباب الغربية والشمال . كيف أنقطع هوائك المعطر بنسيم جبين جبالنا الرواسي الشامخات في الشمال كيف سمحت يا أخي بعدد من المسائل الخلافية البسيطة أن يتلاعب بها صبيان أعداء الوطن للنيل من روابطنا العائلية والمذهبية . كيف منعت شرايين دجلة وفرات الخير من السريان في عروق جنوب بلادنا لتضمأ بساتين نخيل جنوبنا والكروم والاسماك . أناشدك الله يا أخي وبحرمة هذا البلد أن لا تدع سلال التين والعنب والفواكه أن تتكدس عند أسوار بغداد المظلومة من حقد أعدائنا لتحصل على أذن بالدخول اليها . بيني وبينك أله واحد ونبي واحد ووطن واحد سطرنا فيه أروع الحضارات حتى أصبح قبس من نور لهداية العالم والانسانية . لهذا تعال نضع نون ال ( أنا ) و ( أنت ) ونعيدها الى ال ( الوطن ) ليرفل فيه السلام وترفرف على أجنحته المحبة ونتوسد ترابه الحنطي ونتوضأ بمياهه الطاهرة المقدسة نغسل كل الذنوب التي لوثت أفكارنا بعدما اورثها أعدئنا فينا ونعطي البسمة لأبنائنا وأجيالنا القادمة )) بقلم / ضياء محسن الاسدي