23 نوفمبر، 2024 5:40 ص
Search
Close this search box.

أنا نوري المالكي.. رئيس الوزراء القادم

أنا نوري المالكي.. رئيس الوزراء القادم

يبدو أن نوري المالكي , درس جيدا حياة صدام حسين , بسلبياتها وأيجابياتها , وترجمها الى حقيقة واقعة.. فهو اليوم يسيطر على العراق كله , بمؤسساته القضائية والمستقلة .. وخلال ولايتين , لم يهدر المالكي وقته سدا , بل راح يؤسس لنفسه , تشكيلة تؤهله لان يطرح نفسهلولاية ثالثة ,على الرغم من الانتقادات الكثيرة الموجهة لسياسته, داخليا وخارجيا .. هذه السطوة الدكتاتورية , التي يتمتع بها المالكي اليوم , عززت ثقته , بملاحقة ومتابعة معارضيه من السياسيين أو حتى من الاعلاميين , قضائيا , وهي رسالة واضحة للمشاركين معه في العملية السياسية , بأنني أنا نوري المالكي رئيس وزراء العراق القادم شئتم أم أبيتم ..
الفرق الوحيد بين المالكي وصدام , أن الاول , لا تستسيغه قطاعات شعبية واسعة , لضعفه في أتخاذ القرار ,وعجزه وفشله في أدارة العراق , ولم يقدم للعراقيين ولو بالحد الادنى , ما يؤهله لان يقارب الشبه مع ما أنجزه صدام حسين .. وأن المالكي لم يبدي تفهما حقيقيا لاحوال الناس البسطاء ..أما الثاني , فقد دخلت صورته من حيث لا ندري كل بيت وقلب , وصنع قرارات أيجابية , أدخل الفرحة في قلوب العراقيين .. وشيد طرقا ومستشفيات وتعليم مجاني وقضى على الامية ..ألا أنهما يتطابقان في القسوة على الاخرين , والمخبر السري , وتجويع , وقتل الشعب في مقابر جماعية ..
وسيطرصدام على المؤسسة العسكرية , ليصبح القائد العام للقوات المسلحة , على الرغم من أنه , لم يكن يوما عسكريا , لينشد قرارات مصيرية غاية في الخطورة , أودت بمصائر العراقيين نحو التهلكة.. واليوم يذكرنا القائد العام للقوات المسلحة, بأتخاذه قرار فردي , بشن حرب شرسة , وقصف مدن , أدت الى تهجير ألاف العوائل من مدنها , مع تضحيات جنودنا الابرياء , وأحداث فتنة طائفية , أشعل بدايتها , ألا أنه لم يعرف نهايتها..
كما تمكن نوري المالكي , وهذه هي سياسة صدام حسين أيضا , بالاعتماد على أقاربه , وحلفائه في المناصب الحكومية , ليرهب بهم الاخرين , أضافة لسيطرته على البنك المركزي , ووفقا لسلطاته التي تجيز له سحب مبالغ من الاحتياطي , لتمشية أمور حكمه وأنتخاباته ,والاعمال التجارية , التي تؤهله لان يتحكم بأقتصاد العراق .. فهو ونجله وصهره وأقاربه , من يسيطر على بوابات التجارة , ويتلاعبون بمقدرات البلد .. في السابق كان عدي , واليوم أحمد , وأبو رحاب ..
في يوليو 1979 , أنقلب صدام حسين على أحمد حسن البكر , وعزله من منصبه , ثم راح يصفي الشوائب التي كانت تطفح على السطح , ليقتلعها عن جذورها , وليكون فريقا , ظل يعتمد عليه , حتى أعدامه .. هذا الموقف , يعيده اليوم نوري المالكي , ولو بشكل أخر, ألا أن الفكرة واحدة .. حيث أستفاد المالكي من فراغ منصب رئيس الجمهورية , لان يفتعل الازمات تلو الاخرى , وأن يلوي كل الايادي التي تريد العبث معه, حتى من كان معه أيام المعارضة ..
هنا , لا أريد أن أثبت أوجه التشابه أو الاختلاف, بين الرجلين , لكي لا ينتقدني البعض على أنني من أقزام أو أبواق النظام البعثي , ولكني , أنطلق من مقولة شعبية ..جرب غيري تعرف خيري ..ألا أن صدام والمالكي , تمكنا , من تدمير شعب العراق , تارة بالحروب , وأخرى , بالطائفية , وتحقير الشعب وأذلاله , لانه من حارب أيران ثماني سنوات .. والاتي أسوء من اليوم..

أحدث المقالات

أحدث المقالات