23 ديسمبر، 2024 9:51 ص

حينما يتصادم مفهوم التوكل والتواكل ينتج عنه صراع المضمون مع الواقع الفعلي. وليس غريب أن تقع في مشكلات باختلاف أنواعها وصفاتها الصحية والأسرية والاقتصادية. ولكن المحبط كيف نتعامل معها، هل نحاول توفير أدوات الحل؟ أم نوفر طرق الهروب من مواجهة المشكلة بالتنصل منها ونكران وجودها ونعلقها على أمور لا صحة لها، وإن كانت حقيقة وجودها مسلم بها في الحياة. هذا لا يجعل كل المشاكل من صنعها. الكثير يختصر المشكلة بالحسد والسحر مما يجعله فريسة يستغلها المشعوذون ومدعو الطبابة والرقية الشرعية وهم ليس بأهلها، هذا ما يجعلنا نرجع للخلف قليلاً لنعرف التوكل والتواكل.
فالتوكل: تفويض الأمر لله تعالى، والثقة بما قدر الله مع الأخذ بالأسباب.
أما التواكل: فهو تفويض الأمر لله تعالى من غير الأخذ بالأسباب، ففي الحالتين بعد واتجاه مختلف. فمن توكل على الله اطمئنت نفسه وأمنت من الخوف من الآخرين لأنه جعل أمره لله مع بذل الأسباب. أما المتواكل فهو جليس الأوهام، ولا يعمل بالأسباب، ضعيف الإيمان وهذا ما يجره إلى طرق التيه والضياع. وكم من مشكلة أسرية بدت سهلة الحل والسيطرة عليها وصلت إلى التفكك، وذلك بسبب عدم البحث عن الأسباب والتعلق بشماعة الحسد والسحر، وكم مشكلة صحية كان التدخل الطبي في الوقت المناسب حلاً لشفائها تضاعفت بسبب البحث في الحلول المظلمة.
وهذا الأمر لا يقتصر على فئة معينة من الناس أو مجتمع. وأصبح عذر الغريق يتعلق بقشة وهذا الغريق لا يتعلق بطوق نجاة بل بحبل الضياع. قال تعالى (وتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً) سورة الأحزاب: ٣
(ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه أن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً) سورة الطلاق: ٣
وهناك الكثير ممن يجعلك متحصناً من الحسد والسحر. فإذا كنت متعلقاً بهذا الطريق اجعل لك من الذكر الحكيم حصناً تحمي به نفسك، وقم بالأسباب، وتخلص من تواكلك، وابحث عن حقيقة مشكلتك، واطرق باب العلاج الصحيح.
أية ٨٠ سورة يونس (فلما ألقو قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين) وهنا يتجلى التوكل على الله والاطمئنان.

(نحن نؤمن بأن لكل مشكلة حلاً أو عدد من الحلول، ولكننا كثيراً ما نؤثر الحلول السريعة والقصيرة الأجل. وهذا وإن كان ضرورياً في بعض الأحيان، ولكن إدمانه يؤدي إلى مشكلات طويلة الأجل) ألبرت أنشتاين
(الحل لأية مشكلة موجود مسبقاً كل ما علينا أن نسأل الأسئلة الصحيحة التي تكشف الحل) ديل كارنيجي.