لوحدي في شوارع مدينة أحبها دون مدن كثيرة، وقابلت عراقيا عرفني بنفسه، وكان يتحدث عن ظروف صعبة تحيط به، وحدثني عن سيدة عراقية مصابة بالمرض لاتجد مالا تقدمه للطبيب، وهي تخاف العودة الى بغداد لأنها كانت محسوبة على نظام سياسي، وإتفقنا على مساعدتها.
الظلم قبيح، فلايجوز ظلم الكافر والمخالف، وحتى الظالم، ولكن يجب الإقتصاص منه على أية حال.
ينكر بعض الطغاة جرائم الإبادة الجماعية التي طالت اقليات بعينها، وينسبونها لجهات أخرى.
لايمكن للعراقيين أن يعيشوا أسوياء متحدين في مواجهة المخاطر ماداموا مصرين على الدفاع عن الظالم طالما أنه يمثلهم طائفيا، أو قوميا، فالقاتل واللص والمفسد لايكون أهلا ليمثل طائفة، أو قومية لأن الطوائف والقوميات تتمثل بمنجز حضاري وثقافة وفكر، وتتطلع الى مستقبل أفضل لأبنائها، ولكن التعصب الأعمى للطائفة على حساب الوطن والمواطنة جعل الإنزياح للطائفية أمرا غاية في القبح يجب نبذه ودفعه.
يجب على العراقيين ان يحترموا وطنهم، وأن يدافعوا عنه، وان لايمجدوا الظالم، وينحازون له لأن ذلك مخالف للعدالة، وهذا ينسحب على كل نظام ديني، أو سياسي، أو مجموعة بشرية، وعلى المنظومة الحالية التي لايجدر بها الظلم بل الإقتصاص، وإذا كنا نعتزم منع المخالفين عن المناصب القيادية، وإدارة شؤون الدولة فهذا لايعني حرمانهم من الطعام والشراب، وأن لايملكوا شيئا، فحق العيش والحياة والكرامة مكفول. ويقول الرب: ولقد كرمنا بني آدم.
التكريم يعني الحماية من الظلم، والحق هو ان يتم إنصاف الضحايا والمظلومين، وليس ظلم من قام بالظلم.