أنا العراقي الجديد، لم اعدّ ابداً اشبه العراقي القديم، ولا بني البشر عموماً ،انا العراقي الجديد الذي لايصّور بلده قد نفذت فيه مشاريع عملاقة ولاسيادة كاملة للقانون ولانهضة في التعليم ولا التربية ولا الصحة ولامشاريع تنموية ولا اقتصاد منظم ولاسلطان متواضع يخرج من سور الخضراء العتيق، انا العراقي الجديد في هذا الكون الذي بلده لاينتج حتى اكياس النفايات وانا العراقي الجديد في هذا البلد الذي يتربع على إدارة مؤسساته الكثير من مزدوجي الجنسية ولا اذيع سرا ولا ارتكب جرما إن قلت اعيش في بلد يمنح لعضو مجلس النواب راتبا تقاعدياً كبيرا مدى الحياة ليس لفضل كبير سوى أنه جلس اربع سنوات على طاولة الخلافات وتسبب بصراعات كبيرة وحرق بطن المواطن وفكك النسيج الاجتماعي.
انا العراقي الذي ينظر إلى نصف اليوم على انه مسرح للموت المفخخ، أنا العراقي الجديد الذي سرعان ماينسى الشهداء الذين وقعوا بتفجيرات جميلة وخان بني سعد ومدينة الصدر والهويدر والعشرات من التفجيرات التي لاتثيرني الا عندما اعرف أنها ليست قريبة عن بيتي وسأكتفي بسب الفاعلين والترحم على الضحايا.
أنا العراقي الجديد الذي كل طموحه أن يشتري قطعة ارض تدفنه هو وعائلته جنبا إلى جنب لعل الموت يجمعنا بهدوء بعيدا عن ضجيج الحياة.
انا العراقي الجديد في هذا الكون الذي يقبل يد من يقتله وبلدي الوحيد الذي يخرج فيه المجرمون والقتلة وقصابو البشر عبر شاشات التلفاز يبررون جرمهم ويقولون : ماكنا نقصد ان يقتل هذا العديد من المواطنين وكنا نرغب أن يموت عشرة أو عشرين او اقل بنيف.
في هذا الكون يعيش فيه القتلة والمجرمون حياة افضل بكثير من حياة ضحايهم وهم مرتعون في السجون ينعمون.
أنا العراقي الجديد الذي لايفكر بتصدير بلده الطاقة الكهربائية عام 2015 كما يقول معالي الوزراء ولا افكر بمشاريع عملاقة وبلا بخدمات غير مألوفة واتخمت في رأس اللجان التحقيقية التي لاتنتهي وهي اشبه بمغذيات سياسية، وكذلك الذي ينتقد الساسة في كل مكان عبر الفيسبوك، لكنني سرعان مااتراجع واعيد انتخاب مجموعة لاتنتمي كثيرا لعراقنا بكل خنوع وبعيون مبصرة انا العراقي الجديد الذي لايفكر الا بالماضي ولااهتم كثيرا للحاضر والمستقبل!.