18 ديسمبر، 2024 7:46 م

“أنا الأم وأحميهم”!!

“أنا الأم وأحميهم”!!

هذه لعبة مسائية وربما محلية كنا نمارسها في طفولتنا , وخلاصتها أن يجتمع الأطفال وراء بنت , ويقابلها عدد من الأولاد , ويتقدم أحدهم في كل جولة وهو يقول ” أنا الأب آكلهم” وتجيبه البنت ” أنا الأم أحميهم” , ويضيف الولد المهاجم ” هسة أغير” وتجيبه البنت ” ما لك مغير” , ويبدأ النزال والولد الفائز هو الذي يستطيع الإمساك بأكبر عدد من الأطفال.
حضرت هذه اللعبة الطفولية بسبب ما يجري في المنطقة من تفاعلات وتطورات , وخلاصتها , ” أنا الأم أحميكم” , وإن إستغنيتم عني فسأسلط عليكم مَن يريد الإغارة عليكم.
ولكي يتحقق الهدف لا بد من تقوية الأب الذي سيهاجم الأم ويأكل أطفالها , ويتسبب لها بما لا تحمد عقباه.
وآليات اللعبة جارية وبإندفاعية وتفاعلات خفية ما بين الأب والأم , فلكي يتأكد الوجود القوي للأم , لابد من تقوية الأب المهاجم , وتعزيز قدراته لكي يتحقق الرعب والقلق , ويتمسك الأطفال بالأم التي عليها أن تتقوى لتواجه الأب المتقوي عليهم.
ترى هل سيتواصل الأب في عدوانيته , وهل ستتواصل الأم في تأمين قدراتها الدفاعية؟
يبدو أن اللعبة الإستحواذية تستدعي ذلك , وستتدحرج القِوى نحو الهاوية , فأطرافها خاسرة , فالأب الذي يقتل أولاده خاسر , والأم الضعيفة المُستهدفة خاسرة , والرابح مَن يدير اللعبة عن بعد أو قرب.
فالحل الأمثل أن يتحقق الزواج الآمن بين الأب والأم , فيتعاونا على حماية الأطفال وتأمين حاجاتهم ومتطلبات عيشهم الكريم وحقوقهم الإنسانية , بعيداً عن الوشاة والغزاة الطامعين بما عندهم.
فاللعبة تعني ” تخريب بيوت” , والمُخرِّب يجني من وراء ذلك أرباحا كبيرة , ويحقق أهدافا خفية , تغفلها الأطراف التي يُلعب عليها , وفقا لبرامج ذات آليات معقدة ونتائج تحقق إرادة الفتك بهم.
فهل من وعي لقوانين اللعبة؟
وهل من قدرة على لعب لعبتنا التي تنجينا من الغرق؟!!
وهل للأم والأب من زواج سعيد؟!!
هسه: الآن , أغير: أهاجم , مَغير: مَنفذ للهجوم , ما لَك: ليس لك