18 ديسمبر، 2024 9:42 م

أنا أيضا احلم بوطن..!

أنا أيضا احلم بوطن..!

قال مارتن لوثر كينج “لا احد يستطيع أن يمتطي ظهرك الا أذا وجده منحنيا”،  مازال حلمنا كبير ببناء وطن يتسع لجميع العراقين، دون النظر الى تبعاتهم العرقية والطائفية، لكن رواسب الماضي الأليم ماتركت أمامنا خيار، سوى الدخول بتقاطعات أجبرنا عليها، من أجندات تديرها دول كبرى ودوّل الجوار.

حلمنا بوطن كبير يأوينا لا قتل ولاجوع ولاتهجير، فسقطنا بمأزق خطير، وطن ممزق محاط بالاطماع وسياسات هوجاء، شخوص لا تمتلك مواطنة ولا تعرف معنى حب الوطن، أنما ولاؤها الى من أوصلها الى كرسي المسؤلية.

أحدثكم  ونحن نمر اليوم  بأخطر مرحلة،  تحدد وجود وإنتماء و بين أن نكون أو لا نكون، كما وتعلمون  جيداً بمن يتآمرون على وحدتنا وكياننا ومنظومتنا الوطنية، وأن شعب بلادنا متجة نحو الأصلاح،  يحدوه أمل بتغيير الحال والوقوف على أسباب التدهور التي يمر بها ، وأسباب الفشل وهذا الكم الهائل من المفسدين والفاسدين والسراق.
تحدثت المرجعية في أكثر من مناسبة، عن هذه الفوضى، وإلى هذا الخلل في بناء الدولة والحكومة، التي قامت على أسسس المحاصصة أو التحزب، والمؤسف لم تجد عقول واعية، بل  وجدنا  تنافساً سلبياً لدى  البعض، ساهم في زيادة التشظي، وبث الفرقة بين أبناء الطائفة والقومية الواحدة.
بمراجعة التاريخ المعاصر، لبلدان العالم المتطورة والمستقرة حاليا، مثل دول أوربا، سنجد كل هذه التقاطعات والازمات قد مرت على بلدانهم، وعاش فترة مظلمة حتى انبثق النور في عقول الشعوب، واتبع اصحاب الفكر وتخلص من فاتلين العضلات، وعرف أن عمر السلاح قصير وعمر العقول أطول بكثير.
لابد لشعبنا وكياناتنا   أن يبصرا النور، ويتبعا اصحاب الفكر ويتركا ركوب الامواج، والنعق خلف الناعقين، والتوجة لأفكار   دبلوماسي سياسي منظم، تعيد لبلدنا مكانته وقيمتة، والرضا والقناعة بفكرة الشعب الواحد المتساوي في الحقوق والواجبات، والغاء رواسب الماضي وسحق الاجندات، وإعطاء الوطنية دورها بما يقتضى للعيش بوطن كريم، يحفظ فيه كرامة المواطن أولا، هذا  مانحلم به.