لصناعة أصبحت سهلة وتتوفر عناصرها وأدواها في أي مجتمع , فلا يوجد في عصرنا مجتمع لا يصنع , فأي مجتمع يمكنه أن يتخذ من التصنيع سبيلا للنماء الإقتصادي والثقافي والعلمي بأنواعه وحتى العسكري.
فالصناعة سمة العصر والسلوك السائد فيه , والقول بأننا مجتمعات عاجزة عن الصناعة , إشاعة مغرضة تهدف لتجميد إراادة الأمة وتحويلها إلى سوق إستهلاكية مطلقة.
الأمة فيها طاقات صناعية متنوعة , تكبح إرادتها أنظمة حكم تعمل على تأهيل مجتمعاتها للتبعية والخنوع , وإلهائها بالأضاليلوالصراعات العنيفة , لكي تدوم في الحكم وتستحوذ على ما تريد.
ومعظم أنظمة الحكم أدوات طيعة لتنفيذ إرادات الآخرين القابضين على مصير الحكومات وأنظمة حكم دول الأمة , فالمجتمعات مستعبدة بحكوماتها , الراضخة لمصالح ومشاريع أسيادها , فلكل نظام حكم سيد يأمره ويرسم له خارطة سلوكه على موائد الأيام.
وهدف الأسياد المتنفذين تخريب البلاد وتدمير العباد وحكمهم بالحرمان من الحاجات , والقبض على مصيرهم وفقا لمنطلقات الإستعباد والإستبداد , التي تتخذ مسميات وأقنعة متنوعة.
وهذه الأنظمة لا تتحدث عن إرادة التصنيع والإستثمار في الطاقات البشرية للأمة , وإنما تنطلق في خطاباتها الإستفزازية العدوانية الرامية إلى تأمين مبررات الإعتماد على الغير في كل شيئ , ولهذا تجد عددا من دول الأمة التي إنطلقت في مسيرتها الصناعية منذ السبعينيات , تم الإجهاز على إرادتها وإشغالها بحروب وصراعاتعبثية مريرة , أدت إلى تدمير بنيتها الصناعية التحتية , وتحويلها إلى سوق إستهلاكية , حتى أضحت لا تطعم نفسها.
إن أبناء الأمة لديهم الأهلية والقدرة والكفاءة والمهارة لتصنيع ما يحتاجونه , وعلى الأنظمة أن ترعى هذه الطاقات وتساندها , لتنطلق بإنتاج أفكارها وتأمين حاجات حاضرها ومستقبلها , ولا بد من وجود مؤتمرات شهرية أو إسبوعية في كافة المؤسسات التعليمية تناقش الأفكار وتصنيعها.
وشباب الأمة لديه من الأفكار ما يساهم في بناء المجد الصناعي العربي المعاصر.
فهل لنا أن نشجع المؤتمرات الأسبوعية أو الشهرية في مدارسنا ومعاهدنا وكلياتنا , وندعمها بما تحتاجه لتتحول إلى منتوجات ماديةىافعة؟!!