لا يخفى على احد ما حصل في العراق خلال الايام الماضية ولا زال الخرق الامني قائما حتى الساعة وهنا على الحكومة العراقية ان تستعيد هيبتها في المناطق التي سيطرت عليها مجاميع الارهاب من المرتزقة القادمين الينا من الشيشان والباكستان واليمن وافغانستان وغيرهم . لم يكن ليحصل هذا الخرق وهذا الانكسار العسكري لولا الخيانة العظمى لبعض القادة العسكريين الذين لا أشك أبدا انهم من ذوي الميول العسكرية لمنظومة النظام البعثي السابق وهذا ما كنا نعتقده منذ البداية ولكن الحكومة العراقية أرادت ان تبرهن على ان النظام الجديد لا يريد إقصاء الاخرين ممن لم تتلطخ أياديهم بدماء العراقيين وزجهم في القوات الامنية والجيش من اجل اعادة بناء المؤسسة العسكرية العراقية لكنهم للأسف ما زال دم البعث يجري في عروق بعضهم ويحنون بشوق الى ذلك العهد ولا أعلم على ماذا يراهنون والحال ان العراق تغير في وضعه السياسي وانتهج نظاما جديدا ولا يمكن بأي حال ان يعود نظامهم الى واقع الحياة السياسة في العراق . ما يحصل من واقع امني متردي اليوم على الاراضي العراقي له مسببات كثيرة واهمها كما قلنا الخيانة العظمى وأركز على العظمى لأنه بلد بمستوى العراق يحترق بنار الارهاب بسبب قبول هؤلاء القادة بفتات الدنيا وزينتها التي عرضت عليهم ، ومن الاسباب الاخرى هنالك سبب مهم وهو تقاعس الجانب الامريكي عن التزاماته بالاتفاقية الامنية المبرمة مع العراق عند خروجه منه بالاتفاق مع الحكومة العراقية وهذه الاتفاقية تُحتم على الجانب الامريكي الالتزام العسكري والاخلاقي والاستراتيجي من حيث تجهيز وتسليح القوات العراقية بكافة الاسلحة المتفق عليها ومن ضمنها الطائرات المقاتلة لأن الغطاء الجوي من اهم الاسلحة التي تحسم المعارك ولكننا وجدنا ان الجانب الامريكي يماطل وبشكل لا يقبل الشك في تعمده اضعاف القوة العسكرية العراقية ومن المؤكد وراء ذلك دوافع سياسية قام على اعدادها لوبي سياسي عراقي واقليمي من اجل النيل من كامل العملية السياسية في العراق وعلى هذا الاساس يجب على الدولة العراقية ان تتجه الى السلاح الروسي وتعمل على تفعيل الاتفاقيات العسكرية معه وتجهيز الجيش العراقي بالاسلحة الروسية لأننا بلد ذات سيادة ولنا الحرية الكاملة في اختيار مصدر السلاح طالما ان الحكومة الامريكية أخلت باتفاقياتها التي لا تقتصر على السلاح وحسب وانما حتى الدعم اللوجستي والاستخباري بل وحتى العمل العسكري المشترك عندما يتعرض الامن القومي للبلد الى هذه الصورة من الانحدار .
اليوم العراق في اشد مراحل الخطر لأن الهجمة الشرسة تقودها عدة دول اقليمية فبذلت لها الاموال الطائلة من المليارات وشراء الذمم السياسية وعلى اساس ذلك لا بد من التوحد وترك الخلافات الجانبية لجميع الاحزاب والكتل المشاركة في العملية السياسية لوقف الارهاب الزاحف الينا فهو لن يستثني احدا فيما لو استفحل الامر وصار امرا واقعا على الارض العراقية فهؤلاء مجاميع من الجهلة والساديين والقتلة وسيدمرون العراق كما دمروا سوريا بالكامل في الكثير من مدنها .