كل التحركات اليوم تشير الى ان هناك تدخلا بريا من قبل القوات الامريكية في العراق بناء على المعطيات التي نلمسها على الارض والتي تتسلسل كل يوم بدءً من الضربات الجوية التي يتعامل بها الطيران الحربي للتحالف الدولي والذي لم يؤتي ثماره رغم القدرة على الدقة الكبيرة في اصابة الهدف وهو ما نعرفه ومتيقنين منه تماما ولكن لكل هفوة مسبباتها وتداعياتها وما يختفي وراء هذا التقصير في عدم ضرب هذا التنظيم بقوة وإنهاءه أو شل حركته بالكامل يعطينا الكثير من التفسيرات والشكوك التي تحوم حول هذا التكتيك لأننا لم نلحظ تراجع قوى الشر من تنظيم داعش في الوصول الى بعض البلدات والسيطرة عليها وانما سمعنا عن ضربات جوية خاطئة لقوى الجيش العراقي وفصائل الحشد الشعبي وهو ما سهل الطريق أمام مجاميع الارهاب من الوصول الى مناطق لم تكن تستطيع الوصول اليها بفضل وجود قوى الحشد الشعبي فيها وصدهم بل والهجوم عليهم حيث أصبحت القوى العراقية بكل تنوعاتها من الجيش الى الشرطة الى الحشد الشعبي والصحوات وقوى الاسناد بدأت هي التي تبادر في الهجوم على داعش وسحقهم في العديد من المناطق في الشمال والشمال الغربي من البلاد .
اليوم يتحدث ماكين وغيره من المسؤولين الامريكيين وكذلك المسؤولين المحليين في الانبار عن ضرورة تواجد القوات البرية في العراق لتواكب القصف الجوي حتى يتحقق النصر وإلا فان الاشاعات لن تتوقف بتخويف الناس على ان داعش على بعد بضعة كيلومترات من
بغداد وأصبحت قاب قوسين او ادنى من الوصول الى العاصمة ودخولها وهو بالفعل ما يرعب الناس اليوم من اهالي بغداد حيث التحسب من تلك الاشاعات بات حديث المجتمع والغرض منه الوصول الى قناعة كاملة ان الحل لا يكمن الا بدخول قوات برية امريكية وبريطانية الى العراق لتعيد انتشارها من جديد في المدن والبلدات وسنكون بحاجة الى اتفاقية أمنية “جلاء” اخرى تأخذ وقتا طويلا لتخرج القوات الاجنبية من عراقنا الحبيب حيث يقول السيناتور الامريكي جون ماكين (أن “داعش بات يسيطر على أراض شاسعة في دولتين متجاورتين جغرافيا وعمل على كسر الحدود وله تنقلات برية وعبر الأنهار ومن المستحيل القضاء عليه دون تدخل بري ونوه السيناتور الأمريكي إلى أن الكرد ووحدات البيشمركة لم ينتصروا بل يخسرون كل يوم وهذا يتطلب دعماً على الأرض وإسناداً جوياً مكثفا) وهنا يبدو واضحا مكين انه يكمل ما يذهب اليه المسؤولين التنفيذيين الاخرين في الادارة الامريكية ويتناغم مع بعض المسؤولين العراقيين المطالبين بقدوم القوات البرية وهؤلاء يغردون خارج سرب الحكومة العراقية ومطالب رئيسها السيد حيدر العبادي الرافض لوجود قوات برية على ارض العراق .