22 ديسمبر، 2024 2:47 م

أم عراقية لثلاثة عشر شهيد

أم عراقية لثلاثة عشر شهيد

لم أسمع أبداً عن إمرأة عراقية فقدت أولادها الثلاثة عشر جميعاً دون صدى إعلامي واسع!!! وأعتقد أن الجميع لم يعرف بها فهي رفضت التعاطي مع الإعلام وبالرغم من ذلك لاقت إهتماماً من قبل رواد السوشال ميديا فهي حالة قد تكون ليست نادرة بالنسبة لعطاء الأمهات العراقيات لكنها تعد فاجعة مؤلمة .. ولم يسمع الكثير منا بها فعائلة عدنان الطعان فقدت أولادها جميعاً .
تلك المرأة إسمها”خنساء الحويجة” أمٌ لـ ١٣ شهيداً وهي تعيش بدون معيل سوى رأفة ولطف الخالق، الأم الحزينة التي تكالبت عليها الهموم والمحن وتعيش مع مرارة الفراق والوحدة والظلم لم تستقبل لا السياسين ولا الإعلاميين، فهي ترفض أن تكون سلعة سياسية أو إعلامية تجارية بهدف التأثير والضجة وليس بهدف مساعدتها! وكيف سيساعدوها؟ هل سيعودون بأولادها الى احضانها من جديد أم سيقدمون لها تعويض مالي وكم هذا التعويض مليون أو مليوني دينار ؟ وهل الملايين تعوض الأبناء؟
خنساء تكنَّى أم عبدالله لاتريد من السياسيين شيء لأنها إمرأة ذكية، لا بد أنها تعلم أنهم يأخذون ولايعطون ولن يعطوها شيء، لم يبقَ لها سوى الحزن فهو رفيقها الدائم.. وتعوِّض غياب أولادها بزيارتهم لتخفف الألم عن قلبها بمجاورتهم كل خميس، فهي تزور المقبرة التي دُفن فيها أبناؤها .
ليس أمام هذه الأم المسكينة إلا ملازمة الصبر فالامهات يفقدون شهيد أوشهيدين لكن أم عبد الله راح لها ثلاثة عشر فقيد بتفجير إرهابي، حدث ذلك في عام ٢٠١٤، بأحدى “سيطرات” كركوك الأمنية حسب ماهو معلوم .
هذه المرأة إسم على مُسَمّى، فهي جبل من الصبر ولاتستطيع المفردات أن تعبر عنها، ملامح وجهها الحزينة تُفطر القلب وتُدمع العيون لشدة بؤسها وعذابها.. عسى الله أن يلهمها الصبر والقوة فهي أمٌ تؤمن بعدالة الرب ولاتطلب العدالة إلا منه .