18 ديسمبر، 2024 10:14 م

أم اللول … دلللول

أم اللول … دلللول

( كتب الدكتور علاء بشير في مذكراته عن حقبة النظام البائد وذكر في احدى فصول كتابه عن طرد وزير الداخلية سمير الشيخلي من منصبه ومن الحزب بسبب اغلاقه لاحدى دور الدعارة المحمية من قبل احد اركان النظام المدعو علي حسن المجيد وزجهن في السجن فدفع الثمن غاليا ) .
لا جديد يذكر في تناول قضايا الفاشينستات والبلوكرات وصانعات المحتوى الهابط جداً فمن منا لا يدرك بؤس وتفاهة القضايا التي تجير بأسمائهن النشاز، وما أكثرهن وأكثر المتفاعلين معهن من صناع الشهرة مجانا فعندما اندفعت الأجيال الجديدة نحو الوسائل التكنولوجية الحديثة التي فتحت عيونهم على كل شيء، صار الممنوع أول ما شدّهم تجاهه وصارت محركات البحث ترصد حركة التسفيه من خلال كلمات يسودها الانحطاط والهبوط الأخلاقي ثم تطور الأمر ليبدؤوا بتلقي أفكار سوداوية تقودها مجموعات تحمل قيمهم بالاسم وتمثلها نماذج رديئة من أمثال أم اللول وحنين هموسة وغيرهن الكثيرات، لكنها تتبنى الفكر الأسود شعاراً وتسعى للنيل من آخر قيم الاعتدال لدى العقل الملتزم والمجتمع المحافظ.
والخطر الأكبر أن تتحول القضايا على سفاهتها الى ترند اجتماعي هائل كما في قضية البلوكر أم اللول التي حكم عليها قضائيا بالحبس الشديد المؤبد بتهمة الاتجار بالمخدرات، ولكن يبدو أن لمخالب وقوة أم اللول ومن يقف خلفها رأي آخر بل مصيبة أخرى لأن نقض القرار يعني ما يعني ويحتمل ألف تفسير للأسف الشديد، فقد جرى تفنيد القضية وأصبحت أم اللول حديث الساعة حتى من خلف القضبان وقريبا ستعاود نشاطها أقوى وأشد وستكون ملفاتها مصدر قوة للفاشينستات وصانعات الهبوط، وستراها تتوسط آلاف المناصرين المحتفين بانتصارها وتكون صورها وأخبارها على صدر نشرات الأخبار في الفضائيات وتتفوق بجدارة على قضايا وأزمات الكهرباء الأزلية والماء الشحيح وقفزات الدولار الذي أشعل وألهب الأسواق، ومن الممكن أن تكون فائدة أم اللول عظيمة في تخدير الشعب بلا مخدرات وثمالته حد الجنون بلا تفكير ولا إدراك للمستقبل الذي ينتظره.
ولكم أن تتصوروا لو أن عشراً او عشرين قضية أثيرت بالصدى ذاته ما الذي يمكن أن تفعله في مجتمعنا الذي يوصف بأنه محافظ ملتزم؟ الحقيقة أن ما لم تفعله عصابات التكفير ومجنزرات الاحتلال من الممكن أن تفعله التفاهة وقمامة البلوكرات بتخطيط استخباري دقيق وأعتقد أن القادم سيكون أخطر وأشد تأثيراً، ولا يتصور أحدهم أن الموضوع ينطوي على مبالغة لأن سطوة أم اللول وغيرها تفشت كأشد الأمراض المعدية التي لا يرجى منها الشفاء ويجب علاجها مبكراً ووضع لقاحات اجتماعية تقينا شرها .

همسة …
التعامل بحساسية مفرطة مع سطوة البلوكرات والفاشينستات لدواع اجتماعية هو الجهل بعينه والتصدي لهذه الظاهرة الشاذة بوضوح وشجاعة هو ما نحتاجه لوقف هذا الانحدار الأخلاقي الكبير والفساد الذي بدا يتخذ شكل إعلان مدفوع الثمن بطلاته شلة من الضائعات لا أكثر ولا أقل .