يسألونني عنكِ فأبكي
ولا أدري كيف سال الدمع من مآقيَّ
روحي في لجة الحزنِ عليك غرقى
بعض ما فيها…. فاض في العين مدرارا سخيّا
أسئلةٌ تلو أسئلة تترى…وما من مجيبٍ
أحقا غدت (الموصل) أسيرة سبيّة؟
أي نار؟ وأي سعير؟ أخرج أهلك قبل صلاة الفجر …حيَّ على الفرار…. حيَّ على الرحيل
أحقا تحررت وأنت غافلةٌ..وجاءك الفرج بطريقة جهنمية؟
أم تخاذلوا وتركوك للضباعِ تنهش لحمك؟
حيرة كبرى تأكل أحبابك.. من تراها تلك الأيادي الخفية؟
********
يسألونني عنك فأبكي… ويجري الدمع مدرارا سخيا
يسألون، على من، وماذا، وكيف؟ وهل بقيت لكم فيها بقية؟
أما رحلوا مع الراحلينَ في غيهب الغسقِ؟
ومفتاح الدار أيقونة تتدلى من العنقِ
كالفلسطينيين غدوا… فهل إلى الحيِّ رجعة، يافيروز، يوما؟
والمفتاح في اليد والدار بعيدة ًغدت… خلف الأفقِ.
********
لا أهل فيها بعدما خطفوا…واحدا إثر واحد والحوادث تترى
ذاك قتيل..ذاك طليق… ذاك راكض صوب السفارات ينشد الغربة
في القلب يتلو فعل الندامة على الخطيئة الكبرى
كيف لم يشفَ من إدمانه رائحة ثراك؟ كيف لم يرحل منذ الطلقة الأولى؟
نزيف الهجرة لم يزل وجعا…صامتا يدمي الفؤاد رغم الزفرة الحرّى
قطرة..قطرة…رحلوا .. ولكن أما من بقية تبقى؟
********
روحي هناك على برج الناقوس معلقة
تأبى الرحيل ….تأبى أن تفارق الدارَ
يا ملعب الطفولة يا روضة الحبِّ..يا (أم المعونة) كنيستي ومدرستي
في باحاتك برعم الزهرُ
على مصاطبك إجتمعوا باقاتٍ من الريحان
لا تعرف أيَّهم بهنام؟ أيَّهم يونس؟ أيهم عمرُ؟
يا إخوة يوسفَ أما آن الأوان؟
********
يسألونني عنك؟ من لي فيك يبكيني؟
لي فيك دجلة، منه فرع يجري في شراييني
لي فيك هديل (الكوكختي) على زيتونة.. يناديني
لي فيك نسيمات الصباح الندية
و كل شجيرة من أشجار الغابات القصية
كل زهرة بابونج وكل وردة بلدية
كل صويحباتي…كل جيراني
كل إشراقة شمس وكل ليلة قمرية
********
أم الربيعين جاءك القيظ …ولكن
قومي وانفضي عنك الرمادَ
جاهدي الظلمَ والقهرَ واخلعي السوادَ
ذو النون من جوف الحوت فيكِ يشفعُ
يؤم صلاتنا ودعاءنا ألا فيك نـُفجَعُ
بيت الدين والعلم والتقوى إلى نصرٍ
ما اختار في سبيل الحب والنور والحرية الجهادَ