يستصعب الموت أن يدنو من البطلِ
و غيرَ هذا بطول القولِ لم أطلِ
فبين ألفين فردٌ واحدٌ بطلٌ
يحمي الدِّيار و باقي الرقم في عطلِ
فلا يدارون من لاذوا بمنزلهمْ
ولم يذودوا عن المهتوك بالخطلِ
فهل تظنون أنَّ الأرضَ زاخرةٌ
بمن عنيتُ ، و مِنْ مَنْ قلتُ في وَشَلِ
فكلُّ من كان في أمسٍ يؤمِّلُنا
أنْ يُصلِحَ الحال مخبوءاً على الفشلِ
قد أُمطِرَ الهَمُّ بالآهاتِ في غَبَشٍ
ما كنتُ فيهِ على وعدٍ بمنهطِلِ
لذا يئستُ من الآتينَ من زمنٍ
نِعْمَ الزَّمانُ بأنْ عادوا على زللِ
فلا طبيبَ بهم يشفي مواجعنا
و لا دواءَ يداوينا من العللِ
مازالت الآه و الأوجاع تؤلمنا
و ينزف الجرح من فجرٍ إلى طَفَلِ
و ماتزال عقولُ الناس ناقصةً
لم تعرفِ الحَلَّ .. فالألبابُ في خَبَلِ
الكلُّ عادَ من المنفى تغرِّرُهُ
أمّارةُ الحكمِ مدفوعينَ في عَجَلِ
ما كان منّا لهم يرنو على دُبُرٍ
فجاء مَنْ جاءَ منقدّاً على قُبُلِ !!!