23 ديسمبر، 2024 11:23 ص

أمي لازالت قصص الحكمة والموعظة …في ذهني

أمي لازالت قصص الحكمة والموعظة …في ذهني

يقول الكاتب الانكليزي الكبير شكسبير :{لاتوجد في العالم وسادة أنعم من حضن الام ،ولا وردة أجمل من ثغرها } كثيرةٌ هي الأوصاف والمعاني ولكنها تقف حائرة عند أبواب عتبة اقدامها ,هل يستطيع المرء أن يتخلى عن الارتواء من الماء ويتنفس العيش بدون هواء ؟من غير الممكن أن يمارس حياته ويعيش بدون الماء والهواء هي كذلك الأم ,لازالت عالقة في ذهني أفاق قصصها جميعها تؤدبني نحو مكارم الاخلاق وللحب والمحبة والتعايش السلمي ,لازالت قصص التضحية والوفاء أتذكرها وهي تقص لي واقعة الطف بكربلاء وكيف ضحى الحسين (ع) بنفسه من أجل دينه ومعتقده وقضيته ؟وموقف الوفاء من ابا الفضل العباس (ع) وكيف جادة بحياته من أجل أخيه ؟وأكثرها أيثاراً جلبه الماء للعطاشى من الاطفال والنساء وألمه ووجعه لأنه لم يفي بوعده لهم ,وكيف علمتني التسامح عندما ذكرت لي موقف الامام علي (ع) مع قاتله وقد أسقاه وأطعمه ومنحه الأمان ؟وكنت أقول مع نفسي من هو الحسين والعباس وعلي ؟ وفي كل يوم كانت هنالك قصة جديدة تحكي مآثرهم وتختلف عن الاخرى من حيث الدروس والعبر والإباء ,تبين أن أمي تريد أن تضعني منذ صغري في خندق الرجال ولم تجد اروع من منهم ,وفعلاً كانوا لي الرمز والعنوان ,كانت تقول لي بني لا تفعل هذا الامر فأنه خطأ وذاك الامر صح ,ولا تسعى في أذية حيوان أو إنسان فأنك كما تدين تدان ,ولا تحسد الناس على نعمةٍ وتحقد عليهم ويملئ قلبك الكره فأن نار الضغينة تحرق صاحبها ولا تبقي له أثراً,أجتنب مواضع السوء والتهم ,جالس مجالس الرجال وتعلم منهم الحكمة والموعظة ,وليكن لك موقف تعيش به في حياتك لتعتز به للتاريخ مع ذاتك ,وأرحم الناس وعزيز قوم إذا ذل ,ولا تفشي عيبوهم وأسرارهم ,أذكر جيداً نكران ذاتها وتواضعها وحبها للخير ومساعدتها للناس في أفراحهم وأحزانهم وأسمعها تردد (الدنيا مكضية هنيالة فاعل الخير),كانت هناك أم عجوز تعيش مع ولدها وزوجة ولدها وحفيدها ,وعندما أصبح العجوزة متقدماً جداً في السن، لم تعد تقوى على الأكل بشكل طبيعي حيث أصبحت يداها ترتجفان مما يؤدي إلى إسقاط الطعام من يدها أحياناً,وذات يوم سقط طبق الطعام من يديها وأنكسر عندها غضبت زوجة ابنها من ذلك الموقف وطلبت من الزوج أن يجد حلاً لذلك ,فكر الزوج في الأمر وخطر
له أن يصنع لوالدته طبقاً من الخشب ،وتجنباً لسكب الطعام على المائدة ،تم إجبارها على تناول طعامها لوحدها بعيداً عن العائلة,كانت العجوز الأم تشعر بالحزن لإحساسها بأنها باتت منبوذة في أيامها الأخيرة حين أجبرت على الأكل وحدها بينما يستمتع بقية أفراد الأسرة بتناول الطعام على المائدة مرور الأيام،أصبحت المزيد من ظروف العزل تفرض على العجوز من قبل ابنها وزوجة ابنها اللذان لم يطيقاها كما ينبغي … وبعد مرور عدة أشهر على هذا الحال توفيت الأم وأقيمت مراسم التشييع ,وبعد الانتهاء من تلك المراسم، أراد الزوج وزوجته التخلص من متعلقات وأغراض أمه العجوز بإعطائها للفقراء أو إتلافها,فجأة ركض حفيد العجوز الراحلة وأخذ الطبق الخشبي، فسأله أباه “لماذا أخذت هذا الطبق وماذا تريد أن تصنع به ” عندها أجابه الطفل الصغير قائلاً: “أريد أن أحتفظ به كي أطعمك أنت أو أمي به عندما تكبران مثل جدتي , الحكمة : كما تدين تدان والجزاء من نوع العمل ,