18 ديسمبر، 2024 6:30 م

أمي العراقية تاريخ لبلاد الرافدين !

أمي العراقية تاريخ لبلاد الرافدين !

تدخل الأم في موسوعة الكون لأنها أساس للفرد والأسرة والمجتمع وتعتبر حرف الألف في جميع الكلمات والجمل والمهمات والقصص على مرالعصور والمحن

وان الام بكل فخر الحياة بجميع صفاتها الجميلة ، والمربية الفاضلة رغم جميع التحديات ، فهي اشعة الشمس وحرارتها ودفئها وطاقتهاولولاها لما كنّا على ما نحن عليه من كفاءات وخبرات في جميع المجالات دون استثناء

 

ولعل التاريخ انصف الام العراقية التي قدمت صورا متعددة وسجلت لنفسها تجارب رائعة لابد ان نستعرضها كانموذجا نادر بين جميع نساءالعالم ، امثال اول امرأة تسلمت منصب وزراي في العراق نزهية جودت الدليمي ، و نازك الملائكة شاعرة فذة ، و زها حديد مهندسة معمارية، وسليمة مراد رائدة في الغناء النسوي و صبحية الشيخ داود اول قاضية في البلاد ، امية الجبارة قاتلت الدواعش ، شروق عبد الواحد ربةمنزل فاضلة

 

وسوف اضع بين يديكم بكل فخر واعتزاز قصة حياة والدتي مع والدي حيث عاشت ولازالت مطيعة لقراراته ورغباته ومزاجه المتغير كامرأةشرقية تقليدية ورافقته في تنقلاته من الوسط إلى الجنوب دون ان تشعره بضجر من النفس وتعب في الجسد ، وقفت معه صابرة مثابرةلتحديات الطبيعية في ظروف الحصار الاقتصادية القاهرة اثناء النظام المقبور ، وتحملت عصبيته الزائدة و نوبات الغضب اللفظي ، وكذلكلبت رغباته وشهواته ، فانشات من صبرها بستانا اخضر ترعرت فيها ثمار من الحكمة والقوة والاخوة

كانت ولازالت امي مريضة بحب ابنائها لدرجة الجنون رغم معاناتها القاسية مع مأساة الحياة من تربية الابناء الى اشغل البيت التقليديالى عمل الخبز في التنور وطبخ البامية بالتمن والى كباب العروك الى استكان الشاي في غروب الشمس

فامي تعتبر في نظري من الامهات المثاليات التي أنجبت الأبطال وضحت بأغلى ما عندها من اجل تراب وطننا العزيز وكانت ولازالتحاضرة في تحقيق الانتصارات في جميع مجالات

ولها الدور البارز في تحقيق السلام والاعمار والتنمية ودعم الرجل في كافة خطواته وكذلك لها الدور الكبير في محاربة الفساد بكافة اشكاله، وبهذه المناسبة يجب تمكين المراة في عملية صنع القرار وبناء المجتمع وفتح الطريق أمامها من اجل ممارسة دورها الريادي في عراقناالحبيب

انتهى.