برزت اميركا كدولة مدمرة عظمى ابان احداث الحرب العالمية الثانية بعد ان القت قنابلها الذرية على اليابان واستحوذت على السيادة العالمية بعد ان برهنت للعالم عن قوتها لسر امتلاك السلاح الذري المدمر . والذي هيا لاميركا ان تمارس دورا عالميا خطيرا في السيطرة والهيمنة على العالم بشتى الطرق والاساليب العسكرية والسياسية والاقتصادية وان تستحوذ على منصة التسيد العالمي حتى بروز الاتحاد السوفيتي كقوة جديدة عظمى في العالم ينافس النظام الأميركي الجديد لكن موازين القوى مالبثت ان تلاشت وانفردت مجددا اميركا بدورها الاحادي القطب بعد سقوط وانهيار النظام السوفيتي من جراء عاصفة الحرب الباردة التي كانت تقودها اميركا الامبريالية لتعود مجددا على واجهة ممارسة دور الشرطي العالمي المدعوم من مجلس الامن واللوبي الصهيوني الشرير والذي يعد المحرك الديني والعنصري لرسم سياسات اميركا شيطان العصر ودورها العالمي المشبوه في سياساتها وتدخلاتها الخارجية بشؤون دول العالم في كل الجوانب العامة بلا حسيب او رقيب وخصوصا فيما يتعلق بالدول الاسلامية المناوئة ضد سياساتها العدوانية والهمجية ضد شعوب العالم والمسلمين خاصة حينما قادت ابشع عدوان صارخ بأسم ما اعلنته صراحة على لسان الرئيس السابق بوش بانها حرب صليبية وقادت حملتها العسكرية ضد افغانستان والعراق والغاية من كل ما استبقته من احداث واعلام مضاد للاسلام هي محاولات مبيتة لتدمير كل دولة اسلامية في مشروع مخطط له سابقا لاضعاف وتفتيت الامة الاسلامية والسيطرة على مقدراتها وتأمين حدود وسيادة الدولة اليهودية من كل المخاطر التي تهددها اسلاميا . مع المحافظة على علاقاتها مع شيوخ دول الخليج الاسلامي والتي كانت ولا تزال الحمل الوديع الأميركي والراعي لمصالحها الاقتصادية والسياسية في المنطقة مما اتاح لها خنوعها وعمالتها الى ان تكون تحت الوصاية والرعاية الاميركية وشمولهم بالخط الاخضر الأميركي اما خارج هذا الخط باستثناء المملكة الاردنية التي شملها ايضا الخط الأخضر بدعم بريطانيا للاسرة الحاكمة اما خارج حدود هذا الخط فكل الدول الاسلامية الأخرى مشمولة بكل الخرائط والمخططات القابلة لتغيير الأنظمة واحداث الاضطرابات على الطاولة اللوبي الصهيوني والولايات المتحدة
وقد كرّس التوجس الجمهورية الاسلامية الايرانية إزاء سياسات الولايات المتحدة الخطر الذي يحدق بالأمة الايرانية وثورتها الاسلامية التي لم تلقي ترحيبا من قبل الولايات المتحدة وخصوصا عندما تدخلت باسقاط حكومة مصدق في الخمسينيات وعند قيامها بدعم العراق بالتعاون الخليجي بشكل علني عندما اندلعت الحرب العراقية الإيرانية، ثم قيامها بالتدخل في 1988، والذي أسفر عن ضرب عدد من المنشآت البترولية الإيرانية، ثم إسقاط الطائرة المدنية الإيرانية ، وكان هذا الموقف الأمريكي هو أحد الأسباب المباشرة وراء قرار رئيس الثورة الاسلامية السيد الخميني الصعب بإنهاء الحرب مع العراق ؛ حيث اعتبر الموقف الأمريكي بمثابة إنذار لإيران بمزيد من التدخل القوي بجانب العراق.
وبعد انهيار الإتحاد السوفيتي زاد القلق الخليجي والتوجس الأمريكي؛ حيث صارت إيران رمزًا “للأصولية الإسلامية” التي رشحتها أمريكا وقتها لتكون العدو الجديد.واعتبرتها ظاهرة حديثة في تاريخ المجتمعات العربية المعاصرة. وأطلق الغربيون لفظ أصولية على الحركات التي ارتبطت بالإسلام المسلح في الشرق الأوسط وأسيا.
وفي 1993 أعلنت الولايات المتحدة سياسة الاحتواء المزدوج، والتي لم تكن في الواقع تأتي بجديد في جوهر سياسة الولايات المتحدة التي طالما سعت تاريخيًا إلى جعل كل من إيران والعراق اقل قوة منها في المنطقة، كل ما في الأمر أن هذه السياسة انهارت بقيام الثورة الإيرانية، فركّزت أمريكا على دعم العراق بعد أن كانت تدعم إيران، ثم انتهت حرب الخليج الثانية ؛ فصار الجديد في تلك السياسة هو السعي لإضعاف الطرفين معًا. لقد سعى المشروع الطائفي الخليجي المتمثل بالدور السعودي والذي لم يكاد ان يخلو من الاضطرابات السياسية بين البلدين الى الكثير من التعقيدات في الموقف الأميركي تجاه ايران
وحتى بعد الاتفاق التاريخي حول البرنامج النووي، وتبادل السجناء غير المسبوق مع إيران واميركالم تتوقف التوترات إلى هذا الحد، بل تسبب البرنامج النووي الإيراني في تعميق المخاوف السعودية من أن طهران تسعى للهيمنة على منطقة الخليج وتعزيز تواجدها الإقليمي إضافة إلى امتلاكها للأسلحة النووية. واهدافها الطائفية والتي كانت محور الخلاف الفكري والناريخي والسياسيوتطورت مخاوف الرياض في العام 2015 إثر توصلت إيران والقوى العالمية الست إلى اتفاق شامل في الـ14 من يوليو/تموز بخصوص برنامج إيران النووي، وقد رأت السعودية أن الاتفاق يمنح إيران القدرة على تطوير قدراتها النووية.
وقد اتسمت العلاقات السعودية الإيرانية بالاحتقان الشديد بسبب الخلافات السياسية والمذهبية على مر التاريخ، ووصلت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في العديد من المناسبات.
ورغم الاتفاق النووي مع ايران وامتثالها لقوانين المجتمع الدولي الا ان هذا التحسن الطفيف في العلاقات مع اميركا اوضحه الرئيس السابق أوباما على عدم التحدث عن تطبيع للعلاقات مع العدو اللدود السابق لواشنطن، بعد 35 عاماً على قطع العلاقات الدبلوماسية مع قيام الثورة الإسلامية.
ولا مجال أيضاً في التحدث عن قلب للتحالفات في الشرق الأوسط يجعل الولايات المتحدة تتقرب من إيران وتتخلى عن حلفائها في المنطقة دول الخليج وإسرائيل.فيما ترى اميركا بسبب غطرستها وعنجهيتها وحملات اكاذيبها الدعائية ان هنالك انتهاكات حقوق الإنسانوخلافات عميقة لا تزال قائمة مع دولة إيرانية مزعزعة للاستقرار أكان الأمر يتعلق بانتهاك حقوق الإنسان أو برنامج الصواريخ البالستية أو إدراج طهران على القائمة الأميركية السوداء “للدول الداعمة للإرهاب”.وقد فرضت الخزانة الأميركية العقوبات على إيران بسبب برنامجها للصواريخ البالستية.لكن واشنطن باتت بعيدة عن اللهجة التي كانت تستخدمها في سنوات 2000 عندما صنف الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش إيران ضمن دول “محور الشر”، فيما كان نظام الملالي في الثورة الاسلامية يصف الولايات المتحدة بـ “الشيطان الأكبر”.
فيما كثقت وسائل الاعلام الاميركية في كل ما يتعلق بشؤون الشرق الاوسط أن إيران تحبط جهود الولايات المتحدة في احلال السلم والديمقراطية في المنطقة والعالم من خلال برنامجها النووي الخطير.
وبشكل ناشط مارس النفوذ الأمريكي في المنطقة، وقام الأمريكيون خلال العقود الأربعة الماضية بجهود حثيثة، واستخدموا الوسائل المتاحة لديهم كلها، غير الحرب؛ لتقويض النظام الإيراني وتغييره، فمن دعم صدام حسين في الحرب الدموية، التي استمرت ثمانية أعوام (1980 -1988)، إلى العمليات السرية والهجمات الإلكترونية، ودعم الجماعات المسلحة داخل البلاد، إلى العقوبات التي شلت الاقتصاد وان الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج لم يفوتوا أي فرصة لمنع إيران من توسيع تأثيرها في المنطقة، أو محاولة الإطاحة بالنظام بشكل كامل، لكن إيران ظلت تستفيد من الجهود، وكان أوضح مثال هو العراق، الذي توقعت واشنطن أن يبقى تحت النفوذ الأمريكي بعد الغزو في عام 2003 وسوريا، ايضا محور النزاع والصدام بين الدول الكبرى وتدخل ايران بالشان السوري ومساعدة النظام الحالي الى الصمود والمقاومة تجاه الحلف الاميركي الخليجي .لقد لعبت عوامل دولية وسياسية ودينية وثورية في الابقاء على روح العداء والكراهية والمواقف المتشجنة بين اميركا وايران وخاصة ما تلعبه الجمهورية الاسلامية الايرانية في دعم جماعات الدول الاسلامية ذات الطائفة الشيعية المقهورة في تلك البلدان ودعم الفصائل المسلحة للوقوف بوجه اسرائيل والزمر الارهابية التي تشن عداء علني وسافر ضد الشيعة المسلمين . وهذا الموقف تراه دول الخليج من منظور اخر يجعلها في موقف الصراع المستمر مع ايران ومواجهتها في مناطق الصراع الدائرة والتحريض المستمر لاميركا ضدها . وحين اقدمت السعودية الى تشكيل تحالف اسلامي استبعدت منه الجمهورية الاسلامية والعراق وسوريا لاسباب طائفية كرست عوامل وتيرة الازمة والخلاف السياسي والعقائدي فاميركا ودول الخليج ترىا إصرار التيار حسب ما يوصفوه المتشدد، بقيادة المرشد الأعلى للثورة آية الله خامنئي، على الحفاظ على شكل الدولة الثوري، وتصديره إلى دول المنطقة، يؤثر في استقرار الدول الحليفة للولايات المتحدة فيها، خاصة دول الخليج المحافظة، وبالتحديد السعودية التي تشعر بالتهديد من إيران، ولأن الشيعة يتركزون في المناطق الشرقية الغنية بالنفط، ومن الحوثيين، الحركة الزيدية اليمنية في اليمن التي تضرب جنوب السعودية، ومنذ الانتفاضة في عام 1979 في القطيف شهدت البلاد عددا من المواجهات بين قوات الأمن السعودية والشيعة”. واحداث اليمن والبحرين التي يخشى من تداعياتها شيوخ الخليج في انقلاب كراسي حكمهمفيما يرى اللوبي الصهيوني والدوائر الاستخبارية الاميركية ان ايران بثورتها الاسلامية تقف في معاداة إسرائيل، وهذا العنصر يتيح لايران قبول شعبي عربي واسلامي وهو عنصر مرتبط بعوامل دينية وتاريخية ونفسية واجتماعية، وزاد الوضع سوءا نجاح إيران في سوريا، فبعد نجاح مثالها في لبنان والعراق، خاصة فإنها قامت بتنظيم قوات مليشيا ضخمة في سوريا، أي في الجانب الأخر لإسرائيل، ومن المحتمل أن تبقى هذه القوات في مرحلة ما بعد الأسد، ما يعد تهديدا لأمن إسرائيل، الذي يعد عماد السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط .
فيما اشتدت وتيرة الازمة السياسية مجددا في عهد ترامب الحالي وتأتي التهديدات الإيرانية الاخيرة في إطار حرب كلامية مع إدارة الرئيس الجديد بعد فرضها عقوبات على شركات وشخصيات إيرانية، بسبب إطلاق القوات الإيرانية صاروخا بالستيا جديدا. ويعد مجيء ترامب لادارة البيت الابيض بقوة وبتصريحات نارية واجراءات منع لرعايا بعض الدول الاسلامية ماهو الا نتاج سياسات اميركا العنصرية التي تحاول بقوة تشويه صورة المسلمين وزجهم في حاضنة الإرهاب الدولي فلم يتبقى امام اميركا ومشاريعها الظلامية الا ان تضرب او تسيطر على اكبر قوة اسلامية متمثلة في الجمهورية الاسلامية في نزعتها الثورية ذات العمق الشيعي وثقلها الدولي في العالم ونفوذها المتزايد في المنطقة لتقديم خضوعها امام دول الخليج واسرائيل . وهذا ما لا ترتضيه الجمهورية الاسلامية وستفعل المستحيل من اجل صد اي اعتداء خارجي يمس امنها وسيادتها وثورتها الاسلامية المتقدة في روح كل ايراني ثوري .