23 ديسمبر، 2024 7:58 م

أميركا: المالكي أدى غرضه واستوفى إستبداله..؟!

أميركا: المالكي أدى غرضه واستوفى إستبداله..؟!

تجمع التقارير السياسية متعددة المصادر أن ظلم بديل المالكي القادم لن يختلف عن ظلم المالكي القائم. وإن القادم سيكون أكثر إرتهاناً للخارج لكن ليست “إيران”. أميركا قررت إستعادة حضورها المنقوص في العراق باستبدال أو بإتلاف المالكي بعد أن إستوفى غرضه. يذكرنا هذا باضطرار دول الإستعمار الغربي بعد نهاية الحرب العالمية “الثانية” لمغادرة مواقع إستعمارها القديم بحكم إنهيارها الإقتصادي ونمو حركان الحرية والإستقلال، واجهت دول المنطقة لعبة الإنقلابات العسكرية تحت عناوينها المختلفة وحقيقتها الواحدة وهي مصادرة “الحرية”. أدت لعبة الإنقلابات دورها بنجاح وانتهت إلى إقامة أنظمة بديلة هي أنظمة “الحزب” أو “القائد” الواحد، والتي أضاف لها المالكي لفظ (لاشريك له).
اليوم يشعر الغرب أن هذه الأنظمة على رأسها المالكي قد أدت غرضها واستوفت أسباب بقائها وأن لعبة التغيير تفترض بديلاً. البديل هو عنوان الديمُقراطية. العنوان وليس الديمُقراطية.
لا أحد يجهل أن الصناعة والطبقة العاملة والمدينة الصناعية هي شروط أولية لنمو الديمُقراطية ومؤسساتها وهو ما لا يتوفر بعد للعالم العربي إلا في أضيق حدوده. البديل الذي قدموه للتغيير هو الحركات الدينية. الإسلامية تحديداً (المالكي مثالاً). صحيح إن هذه الحركات تتواصل مع تاريخ المنطقة ولكن التاريخ لا يُسترد أو يتم تصنيعه مجدداً. لكل مرحلة من التاريخ فكرها وأدواتها ومشروعها. وإذا إستثنينا موضوع “الحرية” و”القمع” وهما عنوانان للثورات والأنظمة فما هو مشروع التغيير ومن يقوده وما أغراضه. طبعاً نسأل أيضاً ما هو عنوان البقاء وما مشروعه- غير التوريث أي إقامة أنظمة ملكية تحت عنوان جمهوري- وماهي أسباب صراع الأنظمة وصلتها بالغد لا بالماضي..؟..
الكل ضائع. المعارضة والسلطة. الكل يتطلع للحكم. وحدها الناس تُقتل دفاعاً عن حاكم ظالم أو معارض يحلم بالظلم. وتستمر اللعبة تحت عنوانها الديمُقراطي ويستمر القتل. الطلاق البائن بين واشنطن والمالكي وأشباهه من الزعماء هو عنوان المرحلة المقبلة.
تعليق:
جاءت للرسول (ص) إمرأة تشكو زوجها فقال لها ما معناه: إن له عليك حق الطاعة. ذهبت ثم عادت لتعيد القصة وأعاد الرسول عليها الجواب. في المرة التالية جاءت تقول بصوتٍ عالٍ: لا أُطيقه في الفراش يارسول الله، فصمت الرسول قليلاً ثم قال: ( إذهبي ورُدي عليه ما أعطاك واستطلقي نفسك منه ).
محاكم (الربيع العربي) أقرت قانون يبيح لواشنطن أن تطلق (بعض) حكامنا بشرط أن ترد له ما أعطاها وتسقط حقوقها..!!!!