19 ديسمبر، 2024 2:51 ص

أمية تبصق بوجه أمية!..

أمية تبصق بوجه أمية!..

لم تكن المرأة العراقية مستعبدة, او ذليلة, في يوم من الايام, حيثُ خلقت وعاشت حرة أبية؛ والأدلة كثيرة, منها دورها بطف كربلاء, والإحداث التي جرت بين الامين والمأمون, وفي ثورة العشرين, هي الفلاحة – المهندسة – الأستاذة الجامعية, إنها المرأة التي انجبت رجالاً, ليكونوا افذاذاً وفطاحل, من قادة, وفقهاء, وعلماء, وشعراء, قدمتهم الى المجتمع العراقي, عن طيب خاطر.
الاحداث تعيد نفسها في التاريخ, لتجدد فينا الذكرى الطيبة؛ عن المرأة المجاهدة, والشجاعة, حين ترسم لنفسها طريقاً مشرفاً, في التحدي والتضحية.
أمية الجبوري, رسمت لوحة للشهادة, يعجز الكثيرون عن رسمها؛ وآثرت على نفسها من اجل شرف العراقيات, وكانت انموذجاً يهدى به, لاسيما والكثير من النساء تقدمنَ الى مراكز التطوع, من أجل الالتحاق, بالطريق الذي رسمته بدمها الطاهر, لتثبت دور المرأة في الدفاع عن العراق, ومقدساته.
امرأة عراقية أصيلة, من تكريت, تذكرنا بمناقب نساء المسلمين؛ كالزهراء – زينب (عليهما السلام) – الخنساء – أم القاسم – أم فروة بنت محمد بنت ابي بكر – أمُ حبيبة, حين اختارت مواجهة الارهاب التكفيري, بإرادة عراقية خالصة, لتقول للعالم: ان العراق واحد, من الشمال الى الجنوب, لا تفرقنا المذاهب, لان (ديننا ورسولنا وقرآننا واحد), والقلب واحد, والدم واحد.
مخلوقة عجيبة تكوينها عبقري, متسلحة بالإيمان, وصبرها الذي أرعب الدواعش, حيث برزت حفيدة الخنساء, وهي تقابل وجهاً متوحشاً عفناً دنيئاً؛ همه اغتصاب النساء, وقتل الاطفال, ليس لديه دين او مبدأ, ولكن صوتها زعزع إرهابهم الاسود, فأرادوا قتل ارادتها بغدرهم, حين أصابوها برصاصة قذرة, من قناص نتن, وأردوها شهيدة؛ لتولد بنفس اللحظة الف امية, وخاب سعيهم, حين جعلوا منها مشروعاً, للشهادة يسجل في التاريخ, بأحرف من نور.
هكذا هن نساء العراق, سطرنَ اروع الصور للإباء, والشموخ, بعد أن اخترنَ طريقاً معبداً بالتضحية, دون خوف او تردد, ليصبحن حديث العالم.
اختارت المواجهة, وبصقت امية ناجي العراقية, بوجه امية بن خلف الداعشي, وهي على ثقة بان الشهادة, (ثمنٌ لكل غالٍ وسُلّم الى كل عالٍ), حتى أمسى عرساً جهادياً, وحياةً أبدية, فأعادت لنا ذكرى سمية بنت الخياط, التي بصقت بوجه ابي جهل, ونالت شرف اول شهيدة في الاسلام, منذ اكثر من (1400) عام, ومازال التاريخ يمجدها.

أحدث المقالات

أحدث المقالات