18 ديسمبر، 2024 11:31 ص

قالت أنا محتاجةٌ لحنانِكْ

محتاجةٌ جداً للعقِ بنانِكْ

محتاجةٌ لكَ يا حبيبي إنَّ بي

خوفاً فمُدَّ إليهِ حبلَ أمانِكْ

أنا إن سكتُّ فلا تلمني في فمي

حتى ثمالتِهِ خيالُ لسانِكْ

أوَ ما تراني كالشعاعِ نحيفةً

من فرطِ تقبيلي لكلِّ كيانِكْ

أوَ ما ترى لهباً يؤجِّجُ أضلعي

أطفِئ قليلاً من لظى نيرانِكْ

لا، لا تخفِّف من لهيبِكَ إنني

في النارِ أشعرُ هكذا بجنانِكْ

زد قبلةً حرّى على صدري على

نحري وغِبْ سكراً بكلِّ دنانِكْ

كن هكذا في وضعِ مجنونٍ معي

تبكي كطفلٍ راغباً بحصانِكْ

فتشاءُ أن ترقى عليهِ مبارزاً

كلَّ النجومِ ببارقاتِ دخانِكْ

وتدورُ حولي ممسكاً بالليلِ من

علبائِهِ وأدورُ في دورانِكْ

وتحدِّثُ الدنيا حديثَ الحكمةِ

الكبرى ولم تنطق سوى هذيانِكْ

وتجيءُ هائجةً إليكَ بحارُها

والموجُ يهربُ من ذرى هَيَجانِكْ

لمعت مياهُ البحرِ كالذهبِ الذي

في مقلتيكَ ولذتُ في لمعانِكْ

وشربتُ منكَ مياهَ روحي إنَّ

روحي رشفةُ الشفتينِ من شطآنِكْ

سأموتُ ثانيةً وأحيا مرةً

أخرى فروحي حيةٌ بضمانِكْ

إني ككلِّ الأنبياءِ نبيةٌ

ما دمتُ أتلو الآيَ من قرآنِكْ

لا فرقَ بينَ هدايةٍ وهدايةٍ

فأنا استلمتُ الوحيَ من فرقانِكْ

إن قيلَ شيطانٌ سمعتِ حديثَهُ

فأنا أموتُ أموتُ في شيطانِكْ