دولنا الثرية تهدر الأموال في الإعداد للنوازل والتداعيات في المجتمعات , وتنمية الصراعات والأحقاد والكراهيات , وخراب العباد والبلاد , وما فكرت بتغير توجهاتها , والركون إلى الرحمة والرأفة والعمل من أجل إسعاد الإنسان.
فهي تبدد الأموال بشراء الأسلحة التي تقتل بها أبناء الأمة , وفقا لمسرحيات ومنزلقات يتم إعدادها لإمتصاص الأموال ورعاية تفاعلات سفك الدماء , والتخريب النفسي والفكري والعقائدي للناس الأبرياء المبتلين بنيران المال وحميم الثراء.
فلماذا لا يرحمون أبناء الأمة؟
ولماذا لا يعبرون عن السماحة والإيثار؟
ولماذا لا يظهرون بعض الكرم والحَدَب والوفاء؟
لماذا لا يساهمون في بناء الأمة والإنسان؟
ولماذا لا يعرفون سوى شراء الأسلحة الفتاكة للنيل من المواطن , المرهون بالحاجات والمصفود بالحرمان؟
لماذا لا يتبرعون للجامعات ويشجعون البحث العلمي؟
لماذا لا يبنون المدارس والمساكن والمستشفيات والمتنزهات , بدلا من الجنون التسليحي والإتلاف الهائل للمال بتوريد السلاح والعتاد , الذي يستخدمونه لقهر الإنسان؟
إن المال الذي يأتي من الأرض ملك أهلها , وهم أمة واحدة شئتم أم أبيتم , وهذا التقسيم لنزعات إقتصادية لكي لا تتمتع الأمة بالثراء , وعلى أبنائها أن يطالبوا بحقهم في المال المتدفق من التراب , فهو ليس حكرا لعائلة أو فئة , وعلى الأجيال التمتع بثرواتها , المتدفقة من التراب الذي توطنته وترعرعت فوقه.
إن القول بأن هذه الفئة أو تلك هي القابضة على المال إعتداء على حقوق وكرامة وإنسانية الإنسان , ولابد أن تعود الحقوق إلى أهلها , فيتمتعون بها ويبنون وجودهم ومعالم حضارتهم , كما يرغبون بعيدا عن سطوة المتنفذين والسالبين لحقوق المواطنين.
فقد أمعن المستحوذون على المال في تدمير العباد والدين , وما إستفادت الأمة من المال وما كان لها مُعين , بل أنه للبذخ والإثراء الفاحش من قبل عدد من العوائل والأفراد دون حق واضح مبين.
فعلى الأثرياء أن يقدموا المساعدات للمنابر العلمية , والمواقع النزيهة الساعية لتوعية الناس وزيادة قدراتهم المعاصرة في التفاعل مع التحديات , بدلا من التبذير المشين للمال والقهر القاسي للإرادة الإنسانية.