23 ديسمبر، 2024 7:05 م

أمن المنطقة في تغيير النظام في إيران

أمن المنطقة في تغيير النظام في إيران

التمعن و التدقيق في الاوضاع السياسية و تداعياتها و سياقاتها المختلفة توضح وبناءا على الکثير من الادلة و المؤشرات المتباينة بأن لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية دور بارز و مؤثر، وان هذا الدور من القوة و التأثير بحيث لايمکن التفکير في تحديده او إنهائه من دون التأثير على طهران.

التدخل في دول المنطقة هو أحد رکائز الاستراتيجية التي تتبعها طهران و تشکل مخلب القط الذي بواسطته تريد فرض إملائاتها و شروطها على دول المنطقة من جانب و إستخدامها کورقة على طاولة المفاوضات مع الدول الکبرى من جانب آخر، ومن الخطأ التصور او الاعتقاد بأن طهران ستغير هذه الاستراتيجية بين عشية و ضحاها او أن تيار الاصلاح و الاعتدال المزعوم سيقوم بوضع حد لذلك، حيث أن هذه الاستراتيجية هي في الحقيقة الاساس الذي بني عليه نظام الجمهورية الاسلامية و يرتبط بها جدليا مصيره، ولذلك يجب أن نأخذ هذه النتيجة بعين الاعتبار و نحن نفکر بإنهاء التدخلات الايرانية في العراق و المنطقة.

أمام هکذا نتيجة، فالمنطقة أمام موقف صعب و خيارات أحلاها مر، وانها لايمکن أن تضع حد لهذه التدخلات إلا من خلال طهران نفسها، وبطبيعة الحال فإن التفاوض مع طهران يعني الانقياد لرغباتها و نزواتها وليس هناك من يضمن أي إلتزام لها بکف شرورها عن المنطقة، ولهذا فإن الحل المثالي الوحيد يکمن في تغيير النظام، وان ذلك رهن بالشعب الايراني و المقاومة الايرانية حيث شهد العالم کله في يوم السبت 13 حزيران 2015، في باريس التجمع الضخم للمقاومة الايرانية حيث هتف أکثر من 120 إيراني معارض يطالبون بالتغيير و إسقاط النظام، ولست أدري الى متى تظل دول المنطقة تنأى بنفسها عن مد الرفض الشعبي الايراني للنظام القائم في طهران، والى متى تتجاهل المقاومة الايرانية التي تشکل رأس الحربة التي توجه النشاط السياسي و الفکري و التعبوي ضد طهران؟ ألم يحين الوقت لکي تمد دول المنطقة يد العون و المساعدة و التإييد للمقاومة الايرانية التي تعبر عن آمال و طموحات الشعب الايراني؟ أليس هو الوقت الامثل لرد الصاع صاعين لطهران و إثبات حقيقة أن من کان بيته من زجاج فالاولى به أن لايرمي الاخرين بالحجارة.

“الحل يكمن في قطع دابر هذا النظام من المنطقة بأسرها وإسقاط خليفة التطرف والإرهاب الحاكم في إيران”، هکذا طرحت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي رؤيتها للأوضاع في المنطقة، والذي بإعتقادنا ينبع من أساس و من واقع الاستراتيجية المشبوهة للنظام، ذلك أن هذه الاستراتيجية لايمکن أن تتوقف إلا بتغيير النظام من خلال إسقاطه.

[email protected]