18 ديسمبر، 2024 8:21 م

أمنياتي للعام القادم ولكل الاعوام هي نفسها تتكرر في كل مرة لكنها لا تتحقق رغم بساطتها وتواضعها, ولا تُكلف شيئا يذكر, فلم أتمنَ مطامع ولا مطامح ولا مكتسبات ولا كراسي ولا مناصب ولا مسؤوليات ولا سيارات دفع رباعي في مواكب طويلة ولا بيوت وقصورضخمة ولا جنسية ثانية ولا الحصول على تأشيرة الهجرة الى امريكا ولا الوصول الى شواطئ اليونان ولا سرقات ولا ايفادات ولا نسوان أو بنات ولا موبايلات ولا كرزات وحلويات . أمنياتي لا تتضمن أرصدة في المصارف ولا سبائك ذهب تحت السرير مخبأة ولا إمتلاك عمارة في دبي ولا شراء نخلة في أبي ظبي ولا شراء فندق وتسجيله بإسم مستعار تهربا من المسائلة ولا الاستحواذ على المقاولات الوهمية ولا الزواج من أربع بنات قاصرات, ولا إمتلاك سنتر تجاري ولا إنشاء مستشفى إستثماري ولا وضع حجر ألاساس لجامعة أهلية خاصة ولا إمتلاك جيش الكتروني يمجد ويسبح بإسمي وينشر صوري حتى وأنا في الحمام, ولا الاحلام أن أصبح سيدا للقوم ولا شيخا للقبيلة ولا عضوا في أي مجلس ولا مستشارا براتب خرافي ولا مديرا عاما في دائرة أحتكرها لي ولأحبابي, ولا ألتمنيات بالاستحواذ على أملاك الدولة العامة وضم نصف قطع أراضي البلدية المخصصة للفقراء الى ممتلكاتي ولا ألتجاوز على الشارع العام وضمه لأملاكي ولا وضع يديّ على الرصيف وتقسيمه الى مساحات صغيره أقوم بتأجيرها لمن يدفع أكثر .
لن أحلم بالصعود الى القمر ولا التنزه على شواطئ جزر هاواي ولا التسكع في شوارع بيروت وباريس ولا الدخول الى ملعب الكامب نو لمشاهدة مباريات برشلونة ولا الحلم بالأكل بملعقة من ذهب و لبس الحرير ولا النوم على فراش وثير, ولا التمنيات بجسم رشيق وبدلات فاخرة وربطات عنق وأحذية غالية, ولا الحلم بكلماتي وأحرفي وهي تحتل مقدمة الكتب والصحف, ولا ألحُلم برؤية الديمقراطية والحرية والعدالة والرفاهية تجتاح البلاد كالطوفان وتزيح عهود التخلف والظلم والإستبداد والفقر, ولا ألحُلم برؤية الأزهار والورود تزهر فوق الارض بدلا من رصاص البنادق وفوهات المدافع, ولا التمني بمجتمع فاضل حكيم ,بدلا من مجتمع تسوده جاهلية أبي لهب وكُفرأبي جهل وخيانة أبي رغال, ولا التمني بمدن نظيفة وجميله تشبه مدينة دبي ولن أحلم بأي شئ تمناه أحدا من الناس قبلي !!.ما اتمنا فعلا هو شئ واحد فقط : أن يمتلك الانسان في بلادنا يدا واحدةً حتى لا يتمكن من التصفيق بها لكل من هبّ ودبّ وسأتمنى أن يُشلُ لسان كل من نطق بالباطل أومدحّ أحدا بغير وجه حق بمناسبة وبدونها, لآن تصفيقُ أيدينا ومدحُ ألسنتنا هما من صنعا جبابرتنا وطغاتنا على مر التاريخ.